كيف هذا؟ و اللَّه سبحانه يقول:
«وَ لا يَزالُونَ مُخْتَلِفِينَ»[2]. و أنّى ذلك؟ و هو عزّ و جلّ يقول:
«إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ
لَها خاضِعِينَ»[3]. و إنّما أوقعهم في ذلك أصحاب السقيفة في نصب الخليفة حين أوقدوا
على طوائف الجمهور نارهم؛ «أُولئِكَ الَّذِينَ
لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَ أَعْمى أَبْصارَهُمْ».[4]
معذرة أصحابنا في سريان ذلك كلّه في إخواننا
لعلّ السّبب في سريان ذلك كلّه من العامّة إلى أصحابنا و جريانه في
إخواننا، إنتشاء[5] طائفة
منهم في بلادهم و بين أظهرهم في زمن الهدنة و التّقيّة، و سماعهم منهم كلمات
مموّهة ظنّيّة تلقّوها عنهم بالقبول، سمّوها بالأصول، ثمّ لزخرفتها استحسنوا، و ذا
ورم استسمنوا، فمزجوا قليلًا قليلًا بينها و بين ما سمعوا من أئمّتهم، فخاضوا في
تأويل المتشابهات بقياد العامّة و أزمّتهم؛ تشحيذاً للأنظار، و ترويجاً للأفكار، و
لأمور آخر لعلّ اللَّه يعذّرهم فيها بالإعذار. فاتّسع بينهم دائرة