responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح كلمات باباطاهر العريان؛ مسايل حكمية فى المعارف و المشاهدات الربانيه المؤلف : عين القضاة    الجزء : 1  صفحة : 99

و قال: (إذا حمل العمّال يوم القيامة أعمالهم، و أخذوا على ذلك ثوابهم، حملت نفسي إلى اللّه تعالى أسيرة؛ لينتقم اللّه منها خفيّا).

أقول: بالغ هنا بهذا الكلام في مخالفة النفس، و معاداتها، لما وجد منها من التورّط في المهالك، و الخصام في المعارك، و نسج على هذا المنوال.

و قال: (لو صيّر اللّه تعالى إليّ مرادي في القيامة، فقال لي: تمنّ، أقول:

يا ربّ، أرني نفسي في الحقيقة، التي هي عدويّ، فحين أراها أذبحها بين يديّ ربّ العزّة، و إذا كان يوم القيامة أقول: يا ربّ، هذه نفسي فاقتلها، فإنّها لا تصلح لرؤيتك، و ربّما أستحي من اللّه أن أسأله الرؤية، و ذلك ممّا أعرف من خساسة نفسي، و نفسي عدوّي، و عدوّ الحقّ، فإذا كان يوم القيامة حملت عدوّي إليه؛ ليعمل فيها ما يشاء، و لو لا مراد اللّه في أوليائه بحظّهم من الجنّة، لحرّم العارفون على أنفسهم حظّ الدنيا و الآخرة، ممّا عرفوا من عداوة النفس، و معاداة النفس بالنفس خطأ).

أقول: معنى (معاداة النفس بالنفس)، أن تمنع عن حظّ بحظّ آخر لها في ذلك، أو تخالف عن التشهّي، لا عن العلم، كما ترى من حال طائفة يحملون على أنفسهم الأعمال الشاقّة بدلالة الهوى؛ ليتوسّلوا بذلك إلى شي‌ء من حظوظ النفس، و هذه المعاداة خطأ لا يرتكب؛ لأنّها تتضمّن حبّها، بل ينبغي أن تعادى بدلالة العلم، و إشارة الإخلاص.

و قال: (نفس النفس لا تحسّ و لا تمسّ، معروفة من غير رؤية، موصوفة من غير إدراك، مخالفة الحقّ حظّها، و مجانبة العلم رسمها، لا يعرف منها غير اسمها، و اللّه تعالى هو العالم بذاتها).

أقول: نفس الشي‌ء ذاته، فنفس النفس، ذاتها؛ أي حقيقتها لا تدرك بحسّ من حواس القالب، أو القلب، بل هي معروفة من الناس من غير أن يراها أحد، موصوفة بالصفات من غير أن يدركها مدرك، مخالفة الحقّ حظّها؛ و لذلك سمّيت عدوّ، و اللّه تعالى أمر الناس بمخالفتها، و مجانبة العلم رسمها و عادتها؛ لأنّها جهولة بذاتها، لا يعرف منها إلّا الاسم دون المسمّى، و لا يعلم بذاتها إلّا اللّه عزّ و جلّ.

اسم الکتاب : شرح كلمات باباطاهر العريان؛ مسايل حكمية فى المعارف و المشاهدات الربانيه المؤلف : عين القضاة    الجزء : 1  صفحة : 99
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست