اسم الکتاب : شرح كلمات باباطاهر العريان؛ مسايل حكمية فى المعارف و المشاهدات الربانيه المؤلف : عين القضاة الجزء : 1 صفحة : 160
بيان الطرد عن الباب
قال: (من طرده الحقّ عن بابه لجهله لم يحرمه بعد إنابته، و من طرده
عن بابه لعلمه حرمه الرّجوع إلى بابه، و كان وجود العلم في وقته ثوابه، و من طرده
عن بابه لذاته حرمه جميع ثوابه، و لم يعبأ بإيابه).
أقول: أي المطرودون عن الباب ثلاثة:
1- مطرود يقبل اللّه إنابته لو تاب، و لا يحرمه الثواب، و هو المطرود
لجهله، فإنّ المانع قد يزول بالعلم.
2- و مطرود لا يقبل توبته، و لا يحرمه الثواب، و هو المطرود لعلمه، فإنّ
المانع لا يفارقه، و كان علمه ثوابه في الدنيا.
3- و مطرود لا يقبل توبته، و لا يثيبه، و هو المطرود لذاته، فهو أسوأ
حالا من الثاني و الأوّل.
و قال: (من منع عن الباب فرجع منع عن الدخول بعد ذلك، و من لجّ و
ألحّ يوشك أن يؤمر له بالدخول).
أقول: هذا القول يشتمل معناه على توسيع طريق الرجاء للأوّابين و
الملحّين بفتح الباب، و الدخول على الفتاح و البوّاب.
بيان طبقات أهل الطريق
قال: (الناس في هذا الأمر طبقات ثلاث:
الأولى: أهل الجدّ و الرياضة.
و الطبقة الثانية: أهل الحفظ و السياسية.
و الطبقة الثالثة: أهل الحقّ و العناية).
أقول: أراد بأهل الجدّ و الرياضة أصحاب العبادات البدنية، و بأهل
الحفظ و السياسة أرباب الرعايات القلبية، من حفظ الأوقات و الأنفاس، و تهذيب
الجبلّة و الأخلاق، و بأهل الحقّ و العناية أرباب المحبّة، الذين اصطفاهم الحقّ
تبارك اسمه بالعناية الأزليّة، و هذه الطبقة هم المحبوبون المرادون، و الأولى و
الثانية المحبّون المريدون.
اسم الکتاب : شرح كلمات باباطاهر العريان؛ مسايل حكمية فى المعارف و المشاهدات الربانيه المؤلف : عين القضاة الجزء : 1 صفحة : 160