اسم الکتاب : شرح كلمات باباطاهر العريان؛ مسايل حكمية فى المعارف و المشاهدات الربانيه المؤلف : عين القضاة الجزء : 1 صفحة : 159
الدائم، و يحسبون أنّهم مهتدون، و أهل المكر
يبقى لهم وجود السير، سير القلب، و حلاوة الطاعة، و يبقى لهم الازدياد، فيرضون
بالموجود و المثبوت، و هم بحقائق الغيب مخدوعون، و ذلك لأنّ أهل الاستدراج و كّلوا
إلى الظاهر، و أهل المكر و كّلوا إلى الباطن، فالأوّل بالظاهر محجوب، و الثاني
بالباطن محجوب).
أقول: فرّق في هذا الفصل بين الاستدراج و المكر، بأنّ المستدرج محجوب
بالأعمال الظاهرة، و الممكور محجوب بالأحوال الباطنة، و لذلك حكم على أهل
الاستدراج بأنّهم لا يعلمون في قوله تعالى:
سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ
[الأعراف: الآية 182]، و على أهل المكر بأنّهم لا يعرفون لتعلّق العلم بالظاهر، و
المعرفة بالباطن.
فالمستدرج راض بقيام العادة في العبادة، و خال سرّه عن الأحوال، التي
هي موارث الأعمال، فهو مغرور بحسبانه أنّه مهتد، و الممكور و إن كان له من الأحوال
نصيب، و من سير القلب و حلاوة الطاعة حظّ، لكنّه محجوب عن الازدياد في حاله، لرضاه
بما وجد ممّا آتاه اللّه من الأحوال، و هو مخدوع بحقائق الغيب؛ أي منقوص الحظّ
منها.
و قال: (حقيقة الاستدراج المكر).
أقول: أي هو نوع من المكر.
و قال: (الاستدراج للدارجين)، أي السالكين.
و قال: (و المكر للبالغين)، أي الواصلين.
و قال: (الإركان إلى المعلوم حال الدارجين، و إلى المعدوم حال
البالغين).
أقول: أي سكون القلب إلى المعلوم من الرزق حال المستدرجين من
السالكين، و إلى المعدوم حال الممكورين من الواصلين.
اسم الکتاب : شرح كلمات باباطاهر العريان؛ مسايل حكمية فى المعارف و المشاهدات الربانيه المؤلف : عين القضاة الجزء : 1 صفحة : 159