responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح كلمات باباطاهر العريان؛ مسايل حكمية فى المعارف و المشاهدات الربانيه المؤلف : عين القضاة    الجزء : 1  صفحة : 153

و سلّم: «الحمد للّه الذي علا فقهر، و الحمد للّه الذي بطن فخبر»[1]، و الخبر العلم بباطن الشي‌ء، و اللّه سبحانه عليم بظاهر الأشياء، و خبير بباطنها.

و قال: (التصوّف عين بدأ مجموعا، و ظهر مفروقا).

أقول: أي هو عين الجمع في البداية، مع التفرقة في النهاية، و عين الجمع بلا تفرقة فناء، و التفرقة بقاء بعد الفناء.

و قال: (التصوّف إظهار ملك، و إخفاء ملك).

أقول: أي هو إظهار العبوديّة مع إبطان السلطان.

و قال: (التصوّف الريح العقيم، ما تذر من شي‌ء أتت عليه إلّا جعلته كالرميم).

أقول: الريح العقيم ما ليس فيها إبقاء على ما أتت عليه، كأنّه عقيم من الرحمة، و محلّ (ما تذر ...) الخ. جرّ بالصفة للعقيم، على منوال قوله:

«و لقد أمر على اللّئيم يسبني»[2] ................ ...

و هو من الصفات المبيّنة لا المقيّدة؛ كقولك: الجسم الطويل العريض العميق متحيّز، و معنى القول: إنّ التصوّف في إفناء الوجود كالريح العقيم، الذي لا يتضمّن الإبقاء، سوى الإفناء.

و قال: (التصوّف لا يسعه شي‌ء، و هو يسع الأشياء كلّها، و الصوفيّ يكون له كلّ شي‌ء، و لا يكون هو لشي‌ء).


[1] - رواه الطبراني في المعجم الأوسط، باب من اسمه محمود، حديث رقم( 7891)[ 8/ 38] و نصّه كاملا:

عن أبي الدرداء قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:« من قال إذا أوى إلى فراشه الحمد للّه الذي علا فقهر، و بطن فخبر، و ملك فقدر، الحمد للّه الذي يحيي و يميت و هو على كل شي‌ء قدير، خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه».

[2] - صدر بيت من خمسة أبيات للشاعر الجاهلي سمر بن عمرو الحنفي و هو من بحر الكامل، و البيت كاملا كما في الموسوعة الشعرية:

سألتُ حبيبى الوصلَ منه دُعابَةً

و أعْلَمُ أنَّ الوصل ليس يكونُ‌

فمَاسَ دلالًا و ابتهاجاً و قال لى‌

برفقٍ مجيباً( ما سألتَ يَهُونُ)

اسم الکتاب : شرح كلمات باباطاهر العريان؛ مسايل حكمية فى المعارف و المشاهدات الربانيه المؤلف : عين القضاة    الجزء : 1  صفحة : 153
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست