اسم الکتاب : شرح كلمات باباطاهر العريان؛ مسايل حكمية فى المعارف و المشاهدات الربانيه المؤلف : عين القضاة الجزء : 1 صفحة : 144
أمّا الأول؛ فلأنّ قبل اتّصال الروح بالبدن،
يتحقّق بمفارقتها معنى الموت، و بعدم العلم معنى الغفلة، و بعد مفارقة البدن تحصل
الحسرة، و الندامة على فوات التمكّن من تحصيل أسباب السعادة.
و أمّا الثاني؛ فلأنّ قبل اتصال العلم بالعالم تكون حالة الغفلة، و
بعده إذا فقد حال العلم الشهودي، تكون حالة الحسرة على فوات المشهود.
و قال: (الموت بعد الحياة حيرة).
أقول: سبق بيانه.
و أمّا قوله: (الحياة بعد الموت حيرة).
فمعناه على الأوّل، أنّ الميت إذا أحياه اللّه بعد موته، و انكشف له
سرّ القيامة، تحيّر في شهوده. و على الثاني، أن المحجوب عن علم المشاهدة، إذا لاح
له نور المشاهدة، تحيّر نظر البصيرة في شعاعه.
و قال: (من أماتته الغفلة لا يحيى أبدا، و من أماته الذّكر لا يموت
أبدا).
أقول: نفي الحياة الحقيقيّة الأبديّة المعنويّة عمّن أماتته الغفلة
بالموت المعنوي، و ذلك ظاهر، و إثباتها لمن أماته الذكر؛ لأنّ ذكر اللّه تعالى
يميت الذاكر عن ذكر الغير، و يحييه بالمذكور أبدا.
و قال: (من لم يذق مرارة الموت بعد الحياة، لم يشم روح الحياة).
أقول: أي من لم يمت عن الحياة الفانية بالإرادة، لم يجد شمّة من روح
الحياة الباقية.
و قال: (من أحياه الموت دامت حياته و هو ميت، و من أماتته الحياة دام
موته و هو حيّ).
أقول: أي من حيى بالحياة الأخرويّة، بسبب موته عن الحياة الدنيويّة،
دامت حياته، الحال أنّه ميت، و من مات عن الحياة الأخرويّة بسبب الحياة الدنيويّة
دام موته، و الحال أنّه حيّ.
اسم الکتاب : شرح كلمات باباطاهر العريان؛ مسايل حكمية فى المعارف و المشاهدات الربانيه المؤلف : عين القضاة الجزء : 1 صفحة : 144