اسم الکتاب : شرح كلمات باباطاهر العريان؛ مسايل حكمية فى المعارف و المشاهدات الربانيه المؤلف : عين القضاة الجزء : 1 صفحة : 115
و قال: (الملك لأهل الظاهر، و الملك لأهل
السرّ).
أقول: خصّ الملك بأنّه لأهل الظاهر، و الملك بأنّه لأهل السرّ؛ لأنّ
الغنى الحقيقي- و هو الملك- غناء القلب، و الغنى المجازي- و هو الملك- غناء
القالب، و الغنى غناء القلب.
بيان الزهد
قال: (الزهد ترك نعيم الدّنيا و الآخرة).
أقول: الزهد في الشيء لغة هو صرف الرغبة عنه، بخلاف الرغبة فيه،
فإنّها تباين الزهد، و الرغبة عنه توافقه، و هي مجرّدة عن الصلة تباينه أيضا، لكونه
محمولا على معنى في، و في العرف يختصّ معناه بصرف الرغبة عن الدنيا؛ للرغبة في
الآخرة، و عند الشيخ- ;- هو صرف الرغبة عن نعيم الدنيا و الآخرة؛ للرغبة
في اللّه تعالى، و عبّر عن صرف الرغبة بالترك، لأنّه يتبعه.
قال: (الزهد حقيقة يتبعها ترك، و التزهّد ترك تتبعه حقيقة).
أقول: حقيقة الزهد صرف الرغبة بالتكلّف ليصير حقيقة؛ لأنّ الفرق بين
التفعّل و التفاعل- و إن اشتركا في معنى التكلّف- أنّ التفعّل كالتبصّر، تكلّف
يطلب به الحصول، و التفاعل كالتجاهل، تكلّف يطلب به الإظهار، و التزهّد مقدّمة
الزهد، كما أنّ الزهد مقدّمة حقيقة الترك، و التزاهد ترك شيء يراد الزهد فيه قبل
حصوله، و يصحبه التكلّف، و الترك الذي يتبع الزهد بريء من التكلّف.
و قال: (حقيقة الزهد نسيان جميع مألوفات الدّنيا و الآخرة).
أقول: هذا القول يوافق الأوّل، إلّا أنّه بليغ؛ لأنّ النسيان أبلغ من
الترك، و لأنّ المراد من ترك النعيم قطع الإلفة عنه و نسيانه، و الترك قد لا يبلغ
هذا المبلغ.
و قال: (جمع المال تفرّقة الهمّة، و تفرّقة المال جمع الهمّة).
أقول: معناه ظاهر.
اسم الکتاب : شرح كلمات باباطاهر العريان؛ مسايل حكمية فى المعارف و المشاهدات الربانيه المؤلف : عين القضاة الجزء : 1 صفحة : 115