اسم الکتاب : شرح كلمات باباطاهر العريان؛ مسايل حكمية فى المعارف و المشاهدات الربانيه المؤلف : عين القضاة الجزء : 1 صفحة : 114
و قال: (الفقير الخالص، الذي لا يملك مع
اللّه عزّ و جلّ ملكا، و لا يفقد من سرّه حقيقة الملك).
أقول: الملك- بالكسر- اسم لما هو تحت التصرّف، و- بالضمّ- صفة يقتدر
بها صاحبها على التصرّف في الأشياء، و نفاذ الحكم في الأمور، و كلّ متصرّف غير
اللّه تعالى لا يقدر على تصرّفه في ملك، إلّا بقسط من هذه الصفة، على قدر ما
قدّرها، و لا قدرة على التصرّف في هذه الصفة إلّا بالإتيان و النزع إلى اللّه
سبحانه؛ ليفرده بمالكيّة الملك، و إتيانه و نزعه.
و قوله: (الفقير الخالص)؛ أي الحقيقيّ، (الذي لا يملك مع اللّه عزّ و
جلّ ملكا)؛ أي لا يتّخذه لغناه عمّا سواه، سأل الزّقّاق[1]
الدقّاق[2]: لم ترك
الفقراء أخذ البلغة من اللّه في وقت الحاجة؟ فقال الدقّاق: لأنّهم يستغنون بالمعطي
عن العطاء. فقال الزقّاق: نعم، و لكن وقع لي شيء آخر؛ و ذلك لأنّهم قوم لا ينفعهم
الوجود، إذ للّه فاقتهم، و لا تضرّهم الفاقة، إذ للّه وجودهم.
و قوله: (و لا يفقد من سرّه)، أي و مع ذلك يجد من قلبه حقيقة الملك،
الذي يقتدر به على التصرّف لغنائه باللّه تعالى، و يكون من الذين أنشد فيهم:
[1] - الزّقّاق: هو أحمد بن نصر بن أبي بكر الزقاق،
نسبة إلى بيع الزّقّ و عمله، من أقران الجنيد، توفي سنة 290 ه( طبقات الأولياء ص
92).
[2] - الدّقاق: هو محمد بن داود الدّينوري أبو بكر
الدّقاق أو الدّقي البغدادي ثم الدمشقي، مات بدمشق سنة 360 ه،( المرجع السابق ص
306)؛ و جامع كرامات الأولياء( 1/ 254).
[3] - هذه الأبيات هي للشاعر سعيد بن محمد بن راشد بن
بشير الخليلي الخروفي من شعراء القرن الثاني عشر، و الأبيات من البحر البسيط و
تفعيلته هي:
سألتُ حبيبى
الوصلَ منه دُعابَةً
و أعْلَمُ
أنَّ الوصل ليس يكونُ
فمَاسَ دلالًا
و ابتهاجاً و قال لى
برفقٍ مجيباً(
ما سألتَ يَهُونُ)
اسم الکتاب : شرح كلمات باباطاهر العريان؛ مسايل حكمية فى المعارف و المشاهدات الربانيه المؤلف : عين القضاة الجزء : 1 صفحة : 114