responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نور الحقيقة ونور الحديقة في علم الأخلاق المؤلف : الشیخ البهائي    الجزء : 1  صفحة : 92

فصل‌[1] [علة اعجاب العلماء]

علة اعجابهم انصراف نظرهم الى كثرة من دونهم من الجهال، و انحراف نظرهم عمن فوقهم من العلماء، فانه ليس متناه في العلم الا و هو يجد من هو أعلم منه بكثير، اذ العلم أكثر من أن يحيط به بشر.

قال اللّه تعالى: (وَ فَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ)[2].

فيجب على العالم أن ينظر الى نفسه بنقص ما قصر فيه، ليسلم من عجب ما أدرك منه، فقد قيل في منثور الحكم: اذا علمت فلا تفكر فيمن دونك من الجهال، و لكن انظر الى من فوقك من العلماء.

قال ابن العميد:

من رام عيشا هنيئا يستفيد به‌

في دينه ثمّ في دنياه اقبالا

فلينظرن الى من فوقه ادبا

و لينظرن الى من دونه مالا

و اعلم أنه قل ما تجد بالعلم معجبا، الا من كان فيه مقلا لانه يجهل قدره فيحسب أنه قد نال أكثره.

أما من كان في العلم مستكثرا فهو يعلم من بعد غايته و العجز عن أدراك نهايته ما يصدّه عن العجب.،

قال الشعبي: العلم ثلثة أشبار: فمن نال منها شبرا شمخ بأنفه و ظن أنه ناله، و من نال الشبر الثاني، صغرت اليه نفسه لعلمه انما أخذ منه بالنسبة، الا ما شذ عنه نزر حقير، و اما الشبر الثالث، فهيهات لا يناله أحد، و من وصل الى أوله فنى.


[1] هذا العنوان غير موجود فى نسختنا بل يوجد بياض فى محله الا انه مذكور فى نسخة المرعشى و مذكور ايضا فى الفهرس الذى وضعه الكاتب للكتاب.

[2]( سورة يوسف: 12/ 76)

اسم الکتاب : نور الحقيقة ونور الحديقة في علم الأخلاق المؤلف : الشیخ البهائي    الجزء : 1  صفحة : 92
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست