فصل[1] [ما لا بد طالب العلم منه]
لا بد للمتعلم من ملق[2] و تذلل، لانّ الملق للعالم يظهر مكنون علمه، و التذلل سبب لادامة صبره و حلمه.
فقد روي عن النبي صلوات اللّه عليه و على آله و أصحابه أنه قال: ليس من أخلاق المؤمن الملق الا فى طلب العلم.
و قال ابن عباس: ذللت طالبا فعززت مطلوبا.
و قال بعض الحكماء: من لم يحتمل ذلّ التعلّم ساعة، بقي في ذلّ الجهل أبدا.
ثم ليعرف له فضل علمه، و يشكر له جميل فعله، و ليكن له موقّرا معظّما في كل الحالات، فقد روي عن النّبي 7 أنه قال: من وقّر عالما فقد وقّر ربّه.
و قال بعض الشعراء:
أن المعلّم و الطبيب كلاهما
لا ينصحان اذا هما لم يكرما
فاصبر لدائك ان جفوت طبيبه
و اصبر لجهلك ان جفوت معلّما.
و ايضا: فان الحكماء قد رجّحوا حقّ المعلم على حق الوالد حتى قال
[1] فى نسخه المرعشى فصل: فى اداب المتعلم.
[2] الملق: التودد و التلطف فى الكلام مصحوبا بالخضوع و التذلل.