و مما يضاد
العقل و يصد عن الصواب و يحذره أو لو الالباب: الهوى، و هو من هوى اذا سقط من علو
فكأنه لما كان يهوي بصاحبه من المحل الاسنى الى الحضيض الادنى اشتق له منه اسم،
فكما ان الشيء اذا سقط لا يمكن رجوعه من قبل نفسه حيث أنه يقصد المركز بطبعه[2]،
فكذلك هوى النفس اذا مال الى شيء لا يمكن رجوعه من قبل نفسه، لوجود الداعي و فرض
عدم المانع.
و كما ان
الشيء اذا هوى من علوّ أمكن رده الى مستقره الاول أو دونه، او فوقه، في محله بحسب
قوة الرادّ و ضعفه، و ذلك الرادّ أمر أجنبي عارض من فعل حي أو غيره.
فكذلك الهوى
اذا هوى بالنفس الى الشهوات أمكن رده الى محله بحيث كأن لم يهو، أو دونه، أو فوقه،
بحسب قوة الراد و ضعفه، و ذلك الراد هو العقل و ذلك لاجل ما يتدبره من المضار
الدينية او الدنيوية عاجلا أو آجلا.
فالحاصل: أن
الهوى للعقل مضاد، و عن الصلاح صاد، فهو مهلك ان لم يكن مغلوبا.
قال بعض
الحكماء: الهوى صدأ يعلو القلب فلا تنطبع فيه صور حقائق