اسم الکتاب : نور الحقيقة ونور الحديقة في علم الأخلاق المؤلف : الشیخ البهائي الجزء : 1 صفحة : 44
و أبلغ من ذلك: أن أحدا لا يشك في جنون من عمد الى زوجته- مثلا- فجامعها
و الناس تنظر اليه، على أنهم لا يقدرون له على ضرّ، فكيف من يتعاطى المعاصى و هو
يعلم أن موجد العالم و مدبره مطلع عليه؟ هل هذا الا محض الجنون؟!
و لهذا قيل:
الجنون على فنون.
اللهم اسلك بنا
سبيل الرشاد، و اجعلنا من أهل السداد، انك انت الكريم الجواد.
و من ثم ذهب
بعض السلف الى: أن الفاسق سفيه لا تصح معاملته و لا عقوده فقال: يحجر عليه في
تبذير ماله، و لا يحجر عليه في تبذير دينه؟!
و ممن ينسب
اليه أيضا هذا القول ابن عباس رضي اللّه عنهما و أرضاهما و يقرب من هذا قول
الشاعر:
أبنيّ ان
من الرجال بهيمة
في صورة
الرجل السميع المبصر
فطنا بكل
مصيبة في ماله
و اذا أصيب
بدينه لم يشعر
اسم الکتاب : نور الحقيقة ونور الحديقة في علم الأخلاق المؤلف : الشیخ البهائي الجزء : 1 صفحة : 44