اسم الکتاب : نور الحقيقة ونور الحديقة في علم الأخلاق المؤلف : الشیخ البهائي الجزء : 1 صفحة : 38
و صحة السياسة، و حسن المداراة في كل الامور، و اصابة الفكر[1]
و ليس لهذا حدّ لانه ينمو اذا استعمل، و ينقص اذا أهمل، و استعماله بكثرة التجارب
لان التجربة مرآة العقل، و الغرة ثمرة الجهل، قال الشاعر:
ألم تر أن
العقل زين لاهله
و لكن تمام
العقل طول التجارب
و قال الشاعر:
اذا طال
عمر المرء في غير آفة
أفادت له
الايام في كرها عقلا
و لهذا حمدت
العرب آراء الشيوخ، و من أكثر من ممارسة الامور، فقالوا:
المشايخ أشجار
الوقار و منابع الاخبار لا يطيش[2]
لهم سهم و لا يسقط لهم وهم.
و قالوا: عليكم
بآراء الشيوخ فانهم ان فقدوا ذكاء الطبع فقد مرت على عيونهم وجوه العبر، و تصدّت
أسماعهم لاثار الغير.
و في منثور
الحكم: من طال عمره نقصت قوة بدنه و زادت قوة عقله.
و قد يكون
نموّه لفرط الذكاء و حسن الفطنة، فانهما اذا امتزجا بالعقل الغريزي صار نتيجتها
نمو العقل المكتسب.
و هذا كالذي
يكون في الاحداث من وفور العقل و جودة الرأي و لقد قالت العرب: عليكم بمشاورة
الشبّان فانهم ينقلون رأيا لم يقله طول القدم و لا
[1] ورد فى هامش نسخنا هذه العبارة:( هذه الامور، فى
حقيقة الامر، تصدر عن العقل المكتسب، فيدل عليه دلالة الاثر على المؤثر، و ليست
منه كما لا يخفى، الا أنه لما لم يمكننى تعريفه تحررت فى التفرعة) الا انها فى
نسخة المرعشى ذكرت فى المتن. و انما ذكرناها فى الهامش لمغايرتها فى الخط لمتن
نسختنا و لعله توضيح منه( قدس سره).