اسم الکتاب : نور الحقيقة ونور الحديقة في علم الأخلاق المؤلف : الشیخ البهائي الجزء : 1 صفحة : 244
لما أمر
اللّه العباد بشكره
فقال:
اشكروني أيها الثقلان
و أما من ستر
النعمة، و لم يشكرها، فقد كفرها، و ارتكب مذموم الخلائق و أسوء الطرائق.
قال النبي 7: لا يشكر اللّه من لا يشكر الناس.
و قال بعض
الادباء: من لم يشكر النعمة، استحق قطع النعمة.
و قال ايضا[1]:
من أنكر الصنيعة، استوجب قبح القطيعة.
هذا كله في
النّعم الحقيرة اليسيرة الفانية الصادرة من الامثال و الاشباه.
فكيف بك أيها
العاقل اللبيب- أرشدنا اللّه و اياك- بالنعم الجسمية، و العظيمه التي قد حباك بها
مولاك، التي لا يسع الدهر كله، و لا تحتمل الطاقة البشرية القيام بشكر أيسرها.
قال بعض ...[2]
في مناجاته: الهي كيف أبلغ حق حمدك، و كلما قلت: «لك الحمد»، و حب علي بذلك أن
أقول: «لك الحمد».
فهل يحسن بك
أيها اللبيب أن تغفل عمّا تسعه طاقنك من الشكر، بعد أن علمت وجوب الشكر و أمرت به[3]،
و وعدت عليه بالزيادة[4]؟!
و هل[5]
أنت خائف من قطع النعمة و تبديلها و العياذ باللّه!؟
فان من يكن[6]
رشيدا عاقلا، فلا يغفل عن ذلك، الا اذا استحوذ عليه الشيطان، و (أودى به في لجّة)[7]
الفسق و العصيان.