يكسب به مدح العاجل، و الثواب الاجل، و تكتسب به تألّف القلوب و جبلّهم على حبها، اذ هو من أكبر أسباب الالفة.
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه: جبلت[1] القلوب على حب من أحسن اليها، و بغض من أساء اليها.
و قال 7: السخي قريب من اللّه، قريب من الجنة، قريب من الناس، بعيد من النار، و البخيل: بعيد من اللّه، بعيد من الجنة، بعيد من الناس، قريب من النار.
و قال اللّه تعالى: «وَ مَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ»*[2].
و قال النبي 7 ما من يوم غربت فيه الشمس الا و ملكان يناديان: أللهم أعط منفقا خلفا، و ممسكا تلفا.
و انزل اللّه تعالى في ذلك: «فَأَمَّا مَنْ أَعْطى وَ اتَّقى وَ صَدَّقَ بِالْحُسْنى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرى وَ أَمَّا مَنْ بَخِلَ وَ اسْتَغْنى وَ كَذَّبَ بِالْحُسْنى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرى»[3].
جابر: قيل: يا رسول اللّه أيّ الايمان أفضل؟ قال: الصبر و السماحة.
و عن النبي 7: أقسم اللّه بعزّته و عظمته، لا يدخل الجنة بخيل و لا شحيح.
و قال ابن عباس: سادة الناس في الدنيا الاسخياء و في الاخرة الاتقياء.
و في منثور الحكم: الجود علوّ موجود.
و قيل لبعضهم: انك قد سرفت في بذل المال، فقال: ان اللّه عودني أن يتفضل عليّ، و عوّدته أن أتفضل على عباده، فأخاف ان قطعت العادة، أن
[1] جبلة الشىء: طبيعته، و الجبلة أيضا: الخلقة( لسان العرب).
[2] سورة الحشر: 59/ 9 و سورة التغابن: 64/ 16.
[3] سورة الليل: 92/ 5- 10.