و أما القناعة:
فهي عبارة عن الرضا بما يسد الخلة، و ترك التعرض لما سواه، و أما الرضا بقول مطلق:
فهو أعلى منزلة منها، و سيأتي الكلام عليه ان شاء اللّه تعالى[2].
و حيث كان
الرضا مأخوذا في تعريف القناعة، فهي من أعظم المنافع، و أربح البضائع، لما يترتب
عليها من راحة النفس، و سلامة الجسم من هموم زوائد المكاسب، و كد المطالب، و رضا
الرحمن، و الفوز بالجنان.
قال مجاهد في
تأويل قوله تعالى: «فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَياةً طَيِّبَةً»[3]: يعني القناعة.
و عن النبي
7: اذا أردت أن تحيا عزيزا غنيا، فلا تكن على حالة الا رضيت بما دونها.
و عنه صلوات
اللّه و سلامه عليه أنه قال: ما من عبد الا بينه و بين رزقه حجاب، فان قنع أتاه
رزقه و ان هتك الحجاب لم يزد في رزقه.