اسم الکتاب : مفتاح الفلاح – ط جماعة المدرسين المؤلف : الشيخ البهائي الجزء : 1 صفحة : 746
المعاني المقصودة منها، فيكون حاله كحال العربي إذا تلفّظ
بكلام الفارسي من غير شعور بمعاني ما يتلفّظ به، أو كحال الساهي أو المصروع إذا
تكلّم بشيء من دون أن يخطر معناه بباله، و يكفي في تنبيه المصلّي و حثّه على
ملاحظة معاني ما يقوله في الصلاة قوله تعالى: «يا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَ أَنْتُمْ سُكارى حَتَّى تَعْلَمُوا
ما تَقُولُونَ»[1].
______________________________
المقرّبين، فالمقرّبون لسانهم ترجمان يتبع القلب و لا يتبعه القلب، كما في أصحاب
اليمين، و شتّان بينهما.
و لمّا كان
التدبّر في المعاني و التفكّر فيها موقوفا على بيان ما يحتاج الى البيان، بيّن
الشيخ- قدّس سرّه- في هذا الكتاب المستطاب ما افتقر اليه و ناط عليه، ليسهل على
الطالبين، و يقرب الى العاملين من أهل الدين و اخوانه المؤمنين، عظّم اللّه اجوره
يوم يسعى بين يديه نوره.
قوله: و حثّه
على ملاحظة معاني ما يقول الى آخره.
دلالة الآية و
الرواية على المقصود محلّ تأمّل؛ إذ الظاهر منهما هو الأمر بالحضور، و الحثّ على
الاقبال بقلبه و بجميع جوارحه، و انّ المصلّي ينبغي له أن يتحرّز عمّا يلهيه و
يشغل قلبه حال الصلاة، و هذا التوجّه و الاقبال ممّا لا يفيده معرفة معاني تلك
الألفاظ، فانّ كثيرا من العارفين بها غافلين عنها، و نعم ما قيل:
ايّاك نعبد
بر زبان
دل در خيال
اين و آن
فالعمدة في ذلك
علاج الغفلة بالأدوية القلبيّة، و الانصراف عن دار الغرور، و التوجّه الى عالم
النور، و تحصيل ملكة الحضور، و اللّه لكلّ خير مستعان.