ليس المقصود من
قراءة الأدعية و الأذكار و تلاوة كلام اللّه الملك الغفّار مجرّد تحريك اللسان مع
عدم خطور معانيها بالجنان، بل المقصود منها التدبّر في معانيها و الانتقال اليها
من مبانيها، ليستفاد منها حكم و حقائق و أسرار و دقائق، فيرغب أو يرهب، و لكن
الناس في ذلك على أقسام:
فمنهم: من
يحرّك بها لسانه و لا يتدبّر لها قلبه، فهو من المذمومين الموبخين بقوله جلّ و عزّ «أَ فَلا
يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلى قُلُوبٍ أَقْفالُها»[1].
و بقوله 6: ويل لمن لاكها بين لحييه و لم يتدبّرها.
و منهم: من
يحرّك بها لسانه و يتبعه قلبه، فيسمع كأنّه يسمعه من غيره، فهو من أصحاب اليمين.
و منهم: من
يسبق قلبه الى المعاني، ثم يخدمه لسانه فيترجمه، فهو من