«رَبَّنا وَ
آتِنا ما وَعَدْتَنا عَلى رُسُلِكَ» أي: على تصديقهم، أو على ألسنتهم.
______________________________
فالمراد أنّ فعل الصلوات مع ترك الكبائر يكفّر، فلا منافاة بين الآية و الرواية،
فتأمّل.
قوله: وَ
تَوَفَّنا مَعَ الْأَبْرارِ.
قيل: معناه و
أمتنا موتتهم و اجعلنا بعده معهم. و هو منه اشارة الى تضمين معنى الجعل، أي:
توفّنا جاعلا ايّانا بعده معهم، و الغرض بيان حاصل المعنى، لا بيان ارادة هذين
المعنيين من اللفظ، حتّى يقال: انّه بعيد.
و قوله «أمتنا
موتتهم» يستلزم ما يدلّ عليه قوله «و اجعلنا بعده معهم» أي:
مخصوصين
بصحبتهم معدودين في جملتهم.
و توهّم عدم
اتّحاد زمان الحال و العامل، بأنّ الاختصاص بصحبتهم غير مقارن للتوفّي. مدفوع بأنّ
المراد من المقارنة المفهومة من الحال هو كون التوفّي مقارنا لحالة يستحقّ بها
صحبتهم. و في قوله «تَوَفَّنا»* تنبيه على أنّهم يحبّون لقاء اللّه، و من أحبّ
لقاء اللّه أحبّ اللّه لقاءه.
قوله: رَبَّنا وَ
آتِنا ما وَعَدْتَنا عَلى رُسُلِكَ.
من الأجر و
الثواب. و هذا السؤال ليس لأن يعمل بوعده و عدم الاخلال، لاحتمال أن لا يفعل ذلك،
لأنّ ذلك محال عليه تعالى عن ذلك، بل طلب
[1] لأنّه قد ورد أنّ اجتناب الكبائر يوجب تكفير
الصغائر، كما قال سبحانه:« إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبائِرَ ما تُنْهَوْنَ
عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ»( منه).
اسم الکتاب : مفتاح الفلاح – ط جماعة المدرسين المؤلف : الشيخ البهائي الجزء : 1 صفحة : 631