اسم الکتاب : مفتاح الفلاح – ط جماعة المدرسين المؤلف : الشيخ البهائي الجزء : 1 صفحة : 624
أرض ذات مهاد، و لا ظلمات بعضها فوق بعض، و لا بحر لجّيّ،
تدلج بين يدي المدلج من خلقك، تعلم خائنة الأعين و ما تخفي الصّدور، غارت النّجوم،
و نامت العيون، و أنت الحيّ القيّوم لا تأخذك سنة و لا نوم، سبحان[1]
اللّه ربّ العالمين و إله المسلمين، و الحمد للّه ربّ العالمين.
______________________________
قوله:
تدلج بين يدي المدلج.
يقال: أدلج
بالتخفيف إذا سار من أوّل الليل، و ادّلج بالتشديد اذا سار من آخره، و منهم من
يجعل الادلاج لليل كلّه، انشد لعلي 7:
أصبر على
السير و الادلاج في السحر
و في
الرواح على الحاجات و البكر
فجعل الادلاج
في السحر.
و المعنى تسير
بين يدي السائر اليك و ترشده و تهديه الى طريق معرفتك و سبيل طاعتك، فانّ الطريق
اليك مخوف، و فيه مهالك و مواقع، و السائر فيه يحتاج الى عناياتك و هداياتك، فانّه
ما دام في سيره اليك يكون مضطربا غير مستقرّ الخاطر، لخوف العاقبة و ما يعرض في
أثناء السير و السلوك من العوارض العائقة، كالانحراف عن القصد عن عبادتك، و
استيلاء القوى الشهوانيّة، فانّ هذه و أمثالها تصدّ السائر عن السير اليك، و هو
على خوف منها و من خواطر الشيطان.