هرب منه، فكلاهما من الإجارة، و ليس الثاني من الجور.
«و أمتعني» على وزن أكرمني بنفعه، أي: اجعلني ممتّعا به.
«و آوانا في ضاحين» بالضاد المعجمة و الحاء المهملة، أي: أسكننا في المساكن بين جماعة ضاحين، أي: ليس بينهم و بين ضحوة الشمس ستر يحفظهم من حرّها.
«و اخدمنا في عانين»[1] اي: جعل لنا من يخدمنا و نحن بين جماعة عانين من العناء، و هو التعب و المشّقة.
______________________________ و فيه تلميح الى قوله تعالى «قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَ هُوَ يُجِيرُ وَ لا يُجارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ* سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ»[2].
قال في الكشاف: تقول أجرت فلانا على فلان اذا أغثته منه و منعته.
يعني: و هو يغيث من يشاء ممّن يشاء، و لا يغيث أحد منه أحدا[3].
و قال البيضاوي: و تعديته ب «على» لتضمين معنى النصرة[4].
و قيل: معناه و هو يقضي و لا يقضى عليه.
[1] المراد أنّه سبحانه جعلنا مخدومين بين جماعة هم يخدمون أنفسهم« منه».
[2] سورة المؤمنون: 88- 89.
[3] الكشاف 3: 40.
[4] انوار التنزيل 2: 126.