و قيل: بل حذفها مقيس على تخفيفها، فالتعويض من خواصّ الاسم المقدّس، و هو في الأصل اسم جنس يقع على كلّ معبود، ثمّ غلب على المعبود بالحقّ[1].
و أمّا لفظ الجلالة المقدّسة، فلم يطلق إلّا على المعبود بالحقّ تعالى و تقدّس. ثمّ اختلف في اشتقاق الإله:
فقيل: من «أله» كعبد وزنا و معنى، إلاهة كعبادة و ألوهة و ألوهيّة- بالضمّ-، و هو بمعنى المألوه، كالكتاب بمعنى المكتوب[2].
و قيل: من أله- بالكسر- فقيل: هو بمعنى «تحيّر»؛ لتحيّر العقول فيه[3].
و قيل: بمعنى «سكن»؛ لأنّ الأرواح تسكن إليه، و القلوب تطمئنّ بذكره[4].
و قيل: بمعنى «فزع من أمر نزل عليه»، و منه ألهه غيره إذا أزال فزعه و أجاره؛ لأنّ العابد يفزع إليه و هو يجيره في الواقع أو في زعمه الباطل[5].
و قيل: بمعنى «أولع»؛ إذ العباد مولعون بذكره و التضرّع إليه[6].
و قيل: من «وله»- بالكسر- إذا تحيّر و تخبّط عقله، و كان أصله «ولاه» فقلبت الواو همزة؛ لثقل كسرتها[7].
و قيل: أصل لفظ الجلالة «لاه» مصدر لاه يليه لاها وليها: إذا احتجب و ارتفع؛ لأنّه- سبحانه- محتجب عن إدراك الأبصار و البصائر، و مرتفع على كلّ شيء
[1]. لاحظ« التفسير الكبير» للرازي، ج 1، ص 164، ذيل المسألة الثانية؛ و« روح المعاني» ج 1، ص 55.
[2]. حكاه- عن المرزوقي- الآلوسي في« روح المعاني» ج 1، ص 56.
[3]. حكاه- عن أبي عمر- أبو حيّان في« البحر المحيط» ج 1، ص 124؛ و انظر« التفسير الكبير» للرازي، ج 1، ص 166.
[4]. حكاه- عن المبرّد- أبو حيّان في« البحر المحيط» ج 1، ص 124؛ و انظر« التفسير الكبير» ج 1، ص 165.
[5]. حكاه- عن ابن إسحاق- أبو حيّان في« البحر المحيط» ج 1، ص 124؛ و انظر« التفسير الكبير» للرازي، ج 1، ص 167- 168.
[6]. كما في« أنوار التنزيل» للبيضاوي، ج 1، ص 7؛ و« روح المعاني» ج 1، ص 56؛ و« التفسير الكبير» للرازي، ج 1، ص 167.
[7].« أنوار التنزيل» للبيضاوي، ج 1، ص 8؛« الجامع لأحكام القرآن» للقرطبي، ج 1، ص 102.