و إمّا أنّها ترجع إلى ثلاثة هي: تأدية حمده و شكره- جلّ شأنه-، و
التعبّد بأمره و نهيه، و معرفة وعده و وعيده[1].
و إمّا إلى
أربعة هي: وصفه- سبحانه- الكمال، و القيام بما شرّعه من وظائف الأعمال، و تبيّن[2]
درجات الفائزين بالنعم و الإفضال، و تذكّر دركات الهاوين في مهاوي الغضب و الضلال.
و إمّا إلى خمسة
هي: العلم بأحوال المبدأ و المعاد، و لزوم جادّة الإخلاص في العمل و الاعتقاد، و
التوسّل[3]
إليه- جلّ شأنه- في طلب الهداية إلى سبيل الحقّ و السداد، و الرغبة في الاقتداء
بالذين ربحت تجارتهم بإعداد الزاد ليوم التناد، و الرهبة من اقتفاء أثر الذين
خسروا أنفسهم بترك الزاد و إهمال الاستعداد. و لا مرية في تضمّن هذه السورة
الكريمة جميع هذه المطالب العظيمة.
و من أسمائها
السبع المثاني؛ إذ هي سبع آيات اتّفاقا[5]، و ليس في القرآن ما هو كذلك
سواها، غير أنّ بعضهم عدّ التسمية آية دون صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ
عَلَيْهِمْ[6]، و بعضهم عكس[7].
[1].« روح المعاني» للآلوسي، ج 1، ص 35؛« أنوار التنزيل»
للبيضاوي، ج 1، ص 57؛« الكشّاف» ج 1، ص 23، في حاشية السيّد الشريف الجرجاني.