الآية الأولى[1]
من كلّ سورة، فزيد عليه: «متّصل آخرها فيه بإحداهما»؛ فأورد على عكسه سورة الناس،
فزيد عليه: «أو غير متّصل فيه بشيء منه[2]» فاستقام، كذا قيل[3]؛
و لعلّه- مع هذا- عن الاستقامة بمعزل؛ لورود بعض سورة النمل أعني أوائلها، المتّصل
بالبسملة آخرها، و أواخرها المتّصل بها أوّلها:
و قيل: «طائفة
من القرآن مترجمة بترجمة خاصّة»[4]؛
و نقض طرده بآية الكرسي.
و ردّ بأنّ
المراد بالترجمة الاسم، و تلك إضافة محضة لم تبلغ حدّ التسمية.
و أنت خبير بأنّ
القول ببلوغ سورتي الإسراء و الكهف- مثلا- حدّ التسمية دون آية الكرسي لا يخلو من
تعسّف.
و الأولى أن
يراد بالترجمة ما يكتب في العنوان، و منه ترجمة الكتاب، فالمراد بها هنا ما جرت
العادة برسمه في المصاحف[5]
عند أوّل تلك الطائفة من لقبها، و عدد آياتها، و نسبتها إلى أحد الحرمين الشريفين؛
فيسلم الطرد.
و ما يتراءى من
فساد العكس- لعدم صدق الرسم حينئذ على شيء من السور قبل اعتياد رسم الأمور المذكورة
في المصاحف- فممّا لا يخفى وجه التفصّي عنه.
فإن قلت: قد
ذهب جماعة من قدماء الأمّة إلى أنّ «الضحّى» و «ألم نشرح» سورة واحدة، و كذا
«الفيل» و «لإيلاف»[6].
و هو مذهب جماعة من فقهائنا[7]
[1]. في هامش« ق»:« المراد بالآية الأولى أوّل الآيات
المتّصلة بالبسملة، و إلّا فأوّل الآيات عندنا هي البسملة».
(
منه ;).
[2]. في هامش« ق»:« ربما يظهر أنّ الظاهر أن يقال:«
بشيء منهما» بإعادة الضمير إلى البسملة و براءة، فهو فاسد؛ لعود الانتقاض بالآية
الأولى من كلّ سورة».( منه ;).