السورة: إمّا
مستعارة[1]
من سور[2]
المدينة؛ لإحاطتها بما تضمّنته من أصناف المعارف و الأحكام كإحاطة السور بما يحتوي
عليه؛ أو مجاز مرسل[3]
من السورة بمعنى المرتبة العالية و المنزلة الرفيعة؛ إذ لكلّ واحدة من السور الكريمة
مرتبة في الفضل عالية، و منزلة في الشرف رفيعة؛ أو لأنّها توجب علوّ درجة تاليها و
سموّ منزلته عند الله سبحانه.
و قيل: واوها
مبدل من الهمزة، أخذا من السؤر بمعنى البقيّة و القطعة من الشيء[4].
و اختلفوا في
رسمها عرفا:
فقيل: «طائفة
من القرآن مصدّرة فيه بالبسملة[5]
أو براءة[6]»؛
فأورد على طرده
[1]. الاستعارة: هي مجاز تكون علاقته المشابهة، كأسد في
قولنا:« رأيت أسدا يرمي»، أو هي اللفظ المستعمل فيما شبّه بمعناه الأصلي لعلاقة
المشابهة. انظر« شرح المختصر» للتفتازاني، ص 155.
[3]. المرسل: هو ما كانت العلاقة بين المعنى المجازي و
المعنى الحقيقي غير المشابهة، كاليد إذا استعملت في النعمة، و من أقسامه: تسمية
الشيء باسم جزئه أو كلّه، و باسم سببه أو مسبّبه و ... انظر« شرح المختصر»
للتفتازاني، ص 156.
[4].« البرهان في علوم القرآن» ج 1، ص 263، في بيان لفظ
السورة؛« الجامع لأحكام القرآن» للقرطبي، ج 1، ص 66، في ذكر معنى السورة؛« روح
المعاني» للآلوسي، ج 1، ص 34، في ذكر معنى السورة.
[5]. في هامش« ق»:« أي: بإحداهما، فلا يرد أنّه لا يصدق
على شيء من السور أنّه مبدوّ بالبسملة أو براءة».
(
منه ;).
[6].« الجمل على الجلالين» ج 1، ص 8، في معنى السورة؛«
الجامع لأحكام القرآن» للقرطبي، ج 1، ص 114، نحوه.