responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العروة الوثقى في تفسير سورة الحمد للشيخ البهائي و الرحلة للشيخ حسين (والد الشيخ البهائي) المؤلف : الشیخ البهایي؛ العاملي، الشيخ حسين بن عبد الصمد (والد الشيخ البهائي)    الجزء : 1  صفحة : 188

و لأنّهم أذلّ و أحقر من أن يقصدهم مثلي في الثلب، و إنّما جرّبت رويّتي فيهم تجربة السيف على الكلب، و إنّي لمّا انتقصت الكلب بتشبيههم به لأستغفر اللّه و إليه أتوب، حيث أنّه لا ذنب للكلب و لهم أنواع من الذنوب.

فصل [هضم المؤلّف لنفسه‌]

لا يزال الإنسان حسن الظنّ ببديهة نفسه، قليل التفحّص عن رويّة حدسه، لا جرم إنّ العثار سابق إلى قدمه، و الاغترار سائق إلى ندمه.

و قد يطفح ممّا روّقته من المقال. دعوى الكمال، مع أنّه تمويه على الجهال، و تستر بالمحال على غير العالم بالمحال. و إن أردت أيّها الشيخ- أيّدك اللّه و إيّانا بروح منه حقيقة الحال، فاستمع لما يقال: إنّه قد استولى عليّ الجهل المركّب و هوجل‌[1]، و حلّ بي بعدك منه ما قد حلّ، و غير عجيب بعد نزوعي عن منشئي و مواطني البهيّة، انتزاعي من قسم الإنسانيّة و الدخول في قسم البهيميّة، ألا يرى إلى حسن اخضرار العود، فإذا فارق منبته استعدّ للوقود. فها أنا تارة أستغرق في الجهل و الطيش، فأراني في لذّة العيش، و تارة تلاحظني منكم بقايا العناية، فأعلم أنّي من الجهل في أقصى الغاية، و لعلّني لو لا تلك الملاحظة لم أهتد إلى كلام، و لم أميّز بين نور و ظلام، و أنا أرجو أن أعود بتلك الملاحظات، و صالح تلك الدعوات، إلى الحالة الأولى و المعهودة، و الطريقة المتقدّمة المحمودة.

فصل [و لقد استبدلت- أيّها الشيخ أعزّك اللّه- ...]

و لقد استبدلت- أيّها الشيخ أعزّك اللّه- من ذاك الوقار الذي تعهده منّي حدّة و طيشا، و من ذاك الدؤوب في الجدّ لذّة و عيشا، فبعد ما كنت في كلّ يوم من الكمال في مزيد، صرت كلّ آن في نقص جديد و جهل مزيد، فما أحقّني بهذا النشيد!


[1]. أسرع.

اسم الکتاب : العروة الوثقى في تفسير سورة الحمد للشيخ البهائي و الرحلة للشيخ حسين (والد الشيخ البهائي) المؤلف : الشیخ البهایي؛ العاملي، الشيخ حسين بن عبد الصمد (والد الشيخ البهائي)    الجزء : 1  صفحة : 188
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست