الحمد للّه ربّ
العالمين و الصلاة و السلام على محمّد سيّد المرسلين و آله الطيّبين.
للمسلمين دوافع
إلى الارتحال كثيرة، منها فريضة الحجّ التي أوجبها اللّه تعالى على كلّ قادر من
المسلمين لم يعقه عائق من ضعف بدن أو قلّة مال أو خوف طريق. و قد خدم طريق الحجّ
أجلّ خدمة بإقامة المنشآت لخدمة الحجّاج، و كم من ثريّ وقف جزءا من ماله يحجّ به
كلّ عام، و كم من حاكم أرفق قافلة الحجيج بجيش يحميها.
و كان ثاني
الدوافع طلب العلم، فقوم قال ربّهم في كتابه الكريم: اقْرَأْ بِاسْمِ
رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ[1] و قال رسولهم
الأمين صلّى اللّه عليه و اله: «أطلبوا العلم و لو بالصين»[2] هذه الأمّة ماذا ينتظر منها
إلّا السير في طلب العلم من بلد إلى بلد؟ و لذلك حفظ لنا التاريخ أسماء أعلام
قطعوا العالم الإسلامي من أقصاه إلى أقصاه للحضور بين أيدي العلماء و لأخذ العلم
عنهم.
هذا بالإضافة
إلى الدوافع الأخرى للترحال التي منها التجارة و منها نشر الدعوة إلى الله في
الآفاق، و كان التجّار دعاة في حالات كثيرة، و قد أسلمت بلاد جنوب شرقى آسيا
الملايو و أندونيسيا و غيرها و من أسلم من أهل الصين و أكثر أهل أفريقيا عن طريق
الدعوة إلى الله ... و منها النزهة و رؤية عجائب ما خلق الله في الآفاق و الأنفس و
في الأرض