من المسائل
المطروحة في شأن علمائنا الأعلام- و لا سيّما من قبل بعض الساذجين، و أحيانا من
قبل أعداء الإسلام، و المعاندين لمذهب الشيعة الاثني عشريّة- هي المراودة و
المعاونة مع سلاطين الجور و من جلسوا على كرسي الخلافة بالغصب و الظلم.
و يقال في
شأنهم: كيف هم علماء و شيعة أئمّة الهدى (سلام اللّه عليهم أجمعين) و قدوة لعامّة
الناس، و مع ذلك كان لهم التعاون الودّي مع حكّام العصر؟!
الصحيح في دفع
هذه الشبهة أنّ مع التأمّل في التاريخ و الظروف الني عاشوها، و ملابسات حياتهم
قدّس سرّهم، مع مكانة مدرسة أهل البيت عليهم السّلام آنذاك يتّضح لنا أنّ
تصرّفاتهم قدّس سرّهم ما كانت تعاونا و تسامحا مع سلاطين الجور، بل واقع الأمر
أنّها كانت في مقام الدفاع عن مدرسة أهل البيت عليهم السّلام، و تشييد أركانها، و
التبليغ التامّ عنها. و قد أتيحت فرصة ذهبية لبعض علمائنا؛ حيث استفادوا من وراء
التعاون الظاهري مع السلاطين أن يصلوا إلى أمنياتهم الغالية و العزيزة في خدمة
مدرسة أهل البيت عليهم السّلام و التابعين لها، و إحياء التراث الشيعي الذي كان
على و شك الاندراس و الزوال.
و من مصاديق
أولئك الأعاظم، الفقيه الربّاني، و العارف الصمداني، و المفسّر العظيم، الشيخ
البهائي قدّس سرّه، الذي عاش في عصر الحكومة الصفويّة و في زمان سلطنة الشاه عبّاس
الصفوي، و قد اغتنم قدّس سرّه الفرص الثمينة في نشر المعارف الحقّة الجعفريّة، و
إحياء تراث أهل البيت عليهم السّلام.
و ممّا يشهد
على هذا وجود كتب و رسائل علميّة خلفها قدّس سرّه في تراثنا العظيم، بل الأبنية
الشامخة في أقطار العالم الإسلامي التي لا يزال بعضها قائمة على أصوله، كما في