المستنبط من
تتبّع موارد استعمال أهل اللسان للهداية أنّها مطلق الإرشاد و الدلالة بلطف، سواء
كان معها وصول إلى البغية[1]
أم لا، و به صرّح اللغويّون[2].
و منه الهدية؛ لما فيها من الدلالة على ما يراد من المهدى إليه، و هوادي[3]
الوحش، لمقدّماتها الدالّة لها على الماء و الكلأ.
و قوله- عزّ و
علا-: فَاهْدُوهُمْ إِلى صِراطِ الْجَحِيمِ[4] تهكّم من قبيل
فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ[5].
و زعم بعض
المتأخّرين اختصاصها بالدلالة الموصلة إلى البغية[6].
و آخرون منهم[7]
أنّها إن تعدّت إلى المفعول الثاني بنفسها فموصلة، و لا تسند إلّا
[1].« البغية: الحاجة». انظر« أقرب الموارد» ج 1، ص 53،«
بغي».
[2].« الصحاح» ج 6، ص 2533؛« لسان العرب» ج 15، ص 59؛«
مقائيس اللغة» ج 6، ص 42،« هدي».
[3].« هوادي الوحش: أوائلها، و هوادي الخيل: أعناقها؛
لأنّها أوّل شيء من أجسادها، و قد تكون الموادي أوّل رعيل يطلع منها؛ لأنّها
المتقدّمة». انظر« لسان العرب» ج 15، ص 357،« هدي».