قد يظنّ[1]
أنّ استحقاقه- جلّ شأنه- للحمد بسبب الرحمة التي هي تفضّل و إحسان ممّا لا يستقيم
على مذهب المعتزلة القائلين بوجوب إيصال الثواب؛ و قد أسلفنا في آخر تفسير البسملة[2]
ما تنحسم[3]
به مادّة هذا الظّن رأسا.
فإن قلت: إنّ
قولهم بوجوب كلّ ما هو أصلح بحال العباد عليه- تعالى- ينفي التفضّل بالكلّيّة؛ إذ
لا مرية في أنّ كلّ فرد من أفراد الإحسان و أصناف الامتنان أصلح بحالهم، فتكون
واجبة عليه- جلّ شأنه- فلا يكون متفضّلا بشيء منها، فلا يستحقّ الحمد عليها
عندهم، فقد عاد المحذور.
قلت: إنّه لم
يذهب إلى الكلّيّة إلّا شرذمة منهم لا يعبأ بهم و لا بكلامهم؛ و المحقّقون على أنّ
هذه القضيّة جزئيّة، و قد نبّه- على ذلك- المحقّق الطوسي[4] في «التجريد»[5]
و لم يتنبّه[6]
لذلك شرّاح كلامه.
[1]. في هامش« ق» و« ش»:« و الظانّ: البيضاوي، وفاقا
للبعض».( منه ;).