قد يتمسّك بذكر
هما من قال[1]
بعدم كون «البسملة» جزءا من الفاتحة[2]؛
زاعما لزوم التكرار من دون ثمرة، و ليس بشيء؛ إذ لو لم يكن فيه إلّا تشييد مباني
الرحمة؛ و الإشعار في مفتتح الكتاب بأنّ اعتناء- عزّ و علا- بها أكثر و أشدّ من
الاعتناء ببقيّة الصفات، لكفى. كيف؟ و إنّه لمّا كان في وصفه- سبحانه- بكونه ربّا
للعالمين إشارة إلى المبدأ، و في قوله تعالى: مالِكِ يَوْمِ
الدِّينِ إشارة إلى المعاد، ناسب أن يتوسّط بينهما ما يشير إلى حسن صنعه[3]-
جلّ شأنه- فيما بينهما.
و أيضا، ففيه
بسط بساط الرجاء بالتنبيه على أنّ مالك يوم الجزاء رحمن رحيم، فلا تيأسوا أيّها
المذنبون من صفحه عن ذنوبكم في ذلك اليوم الهائل، و استوثقوا برحمته الكاملة أن لا
يفضحكم على رؤوس الأشهاد يَوْمَ تُبْلَى السَّرائِرُ[4].
و أيضا، فتوسيط
هذين الوصفين بين التخصيص بالحمد و التخصيص بالعبادة
[1]. في هامش« ق» و« د»:« فيه تعريض لمولانا خسرو
الرومي».( منه ;).