responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العروة الوثقى في تفسير سورة الحمد للشيخ البهائي و الرحلة للشيخ حسين (والد الشيخ البهائي) المؤلف : الشیخ البهایي؛ العاملي، الشيخ حسين بن عبد الصمد (والد الشيخ البهائي)    الجزء : 1  صفحة : 105

و في ذكر هذه الأسماء في البسملة- التي هي مفتتح الكتاب الكريم- تحريك لسلسلة الرحمة، و تأسيس لمباني الجود و الكرم، و تشييد لمعالم العفو و الرأفة، و إيماء إلى مضمون: «سبقت رحمتي غضبي»[1]، و تنبيه على أنّ الحقيق بأن يستعان بذكره في مجامع الأمور هو المعبود الحقيقيّ البالغ في الرحمة غايتها، و المولي للنعم بجملتها، عاجلها و آجلها، جليلها و حقيرها.

هذا، و ربما يوجد في كلام بعضهم‌[2] أنّ في وصفه- جلّ شأنه- بالرحمة الأخرويّة ردّا على المعتزلة القائلين بوجوب إيصال الثواب إلى العباد في مقابل سوابق أعمال الخير، الصادرة عنهم؛ فإنّ الوجوب عليه- جلّ شأنه- لا يجامع التفضّل و الإحسان اللذين هما معنى الرحمة بالنسبة إليه سبحانه.

و أنت خبير بأنّهم لا يقولون بأنّ جميع ما يصدر عنه- تعالى- من النعم الأخرويّة واجب عليه؛ ليلزمهم أن لا يكون- جلّ شأنه‌[3]- متفضّلا بشي‌ء منها، و إنّما مذهبهم وجوب بعض تلك النعم، أعني التي استحقّها المكلّفون في مقابلة الأعمال الصادرة عنهم، و الآلام الواصلة إليهم.

و أمّا باقي أنواع النعم و أصناف الإحسان- التي لا يحصر قدرها، و لا يقدر حصرها- فهم لا ينكرون أنّها تفضّل منه- جلّ شأنه- و إحسان و ترحّم و امتنان.

و عساك تسمع في هذا كلاما مبسوطا، إن شاء الله تعالى.


[1].« عيون أخبار الرضا 7» ج 1، ص 256، باب 28، ح 30؛« الكافي» ج 1، ص 443، باب مولد النبيّ 6 و وفاته، ح 13.

[2]. في هامش« ق» و« ش»:« المراد به البيضاوي و غيره».( منه ;).

[3]. في« ق»:« سبحانه و تعالى».

اسم الکتاب : العروة الوثقى في تفسير سورة الحمد للشيخ البهائي و الرحلة للشيخ حسين (والد الشيخ البهائي) المؤلف : الشیخ البهایي؛ العاملي، الشيخ حسين بن عبد الصمد (والد الشيخ البهائي)    الجزء : 1  صفحة : 105
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست