responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العروة الوثقى في تفسير سورة الحمد للشيخ البهائي و الرحلة للشيخ حسين (والد الشيخ البهائي) المؤلف : الشیخ البهایي؛ العاملي، الشيخ حسين بن عبد الصمد (والد الشيخ البهائي)    الجزء : 1  صفحة : 103

فصل [في تفسير الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‌]

الرحمة رقّة في القلب و تأثّر يقتضي التفضّل و الإحسان؛ و يوصف بها- سبحانه- باعتبار غايتها التي هي فعل لا باعتبار مبدئها الذي هو انفعال؛ لتنزّهه- جلّ شأنه- عنه، و أكثر أسمائه- تعالى- تؤخذ بهذا الاعتبار، ك الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‌ و هما صفتان مشبّهتان من «رحم» بعد جعله لازما بمنزلة الغرائز بنقله إلى «رحم» بالضمّ.

و الأظهر منع صرف «رحمن»؛ لإلحاقه بالغالب في بابه، لا لتحقّق الشرط من انتفاء «فعلانة»، باختصاصه بالله- سبحانه-؛ لأنّه عارض مع انتفاء الشرط عند من اعتبر وجود «فعلى».

و هو أبلغ من الرحيم؛ لأنّ زيادة المباني تنبى‌ء في الأغلب عن زيادة المعاني، كما في «قطع» و «قطّع». و هي هنا إمّا باعتبار الكمّ، و عليه حملوا ما ورد في الدعاء المأثور: «يا رحمن الدنيا و رحيم الآخرة»[1]؛ لشمول رحمة الدنيا للمؤمن و الكافر، و اختصاص رحمة الآخرة بالمؤمن؛ و إمّا باعتبار الكيفيّة، و عليه حملوا ما ورد في الدعاء أيضا: «يا رحمن الدّنيا و الآخرة و رحيم الدّنيا»[2]؛ لجسامة نعم الآخرة بأجمعها، بخلاف نعم الدنيا.


[1].« تفسير البغوي» ج 1، ص 38؛« كشف الأسرار و عدّة الأبرار» ج 1، ص 7.

[2].« الصحيفة السجّاديّة» ضمن دعاء( 54)، في استكشاف الهموم؛« عيون أخبار الرضا 7» ج 2، ص 19، باب 30، ذيل الحديث 37، و فيهما:« يا رحمن الدنيا و الآخرة و رحيمها».

اسم الکتاب : العروة الوثقى في تفسير سورة الحمد للشيخ البهائي و الرحلة للشيخ حسين (والد الشيخ البهائي) المؤلف : الشیخ البهایي؛ العاملي، الشيخ حسين بن عبد الصمد (والد الشيخ البهائي)    الجزء : 1  صفحة : 103
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست