اسم الکتاب : الحبل المتين في إحكام أحكام الدين المؤلف : الشیخ البهائي الجزء : 1 صفحة : 30
في هذه الأعصار. أمّا «الكافي» فهو تأليف ثقة الإسلام أبي جعفر محمّد بن
يعقوب الكلينيّ الرّازيّ عطّر اللّه مرقده، ألّفه في مدّة عشرين سنة، و توفّي
ببغداد سنة ثمان أو تسع و عشرين و ثلاثمائة. و لجلالة شأنه عدّه جماعة من علماء
العامّة- كابن الأثير في كتاب جامع الأصول- من المجدّدين لمذهب الإماميّة على رأس
المائة الثّالثة، بعد ما ذكر أنّ سيّدنا و إمامنا أبا الحسن عليّ ابن موسى الرّضا
(سلام اللّه عليه و على آبائه الطّاهرين)[1] و هو المجدّد لذلك المذهب على
رأس المائة الثّانية.
و أمّا كتاب
«من لا يحضره الفقيه» فهو تأليف رئيس المحدّثين حجّة الإسلام أبي جعفر محمّد بن
عليّ بن بابويه القمّيّ قدّس اللّه روحه[2]، و له طاب ثراه مؤلّفات أخرى
سواه تقارب ثلاثمائة كتاب، توفّي بالرّيّ سنة إحدى و ثمانين و ثلاثمائة.
و أمّا
«التّهذيب» و «الاستبصار» فهما من تأليفات شيخ الطّائفة أبي جعفر محمّد بن الحسن
الطّوسيّ نوّر اللّه ضريحه، و له تأليفات أخرى سواهما في التّفسير و الأصول و
الفروع و غيرها، توفّى طيّب اللّه مضجعه سنة ستّين و أربعمائة بالمشهد المقدّس
الغرويّ على ساكنه أفضل الصّلاة و السّلام. فهؤلاء المحمّدون الثّلاثة قدّس اللّه
أرواحهم، هم أئمّة أصحاب الحديث من متأخّري علماء الفرقة النّاجية الإماميّة رضوان
اللّه عليهم. و قد وفّقني اللّه سبحانه- و أنا أقلّ: العباد محمّد المشتهر ب «بهاء
الدّين العامليّ» عفا اللّه عنه- للاقتداء بآثارهم و الاقتباس من أنوارهم، فجمعت
في كتاب الحبل المتين خلاصة ما تضمّنته الأصول الأربعة من الأحاديث الصّحاح و
الحسان و الموثّقات، الّتي منها تستنبط أمّهات الأحكام الفقهيّة، و إليها تردّ
مهمّات المطالب الفرعيّة، و سلكت في توضيح مبانيها، و تحقيق معانيها، مسلكا
يرتضيه