يجب التبري من مسيلمة و
لعنه يجب ايضا التبرئ و اللعن على من ادعى الامامة و ليس لها بأهل فكما عذرتم
معاوية في ذلك الاجتهاد الذي سفكت فيه الدماء فاعذروا الشيعة في هذا الاجتهاد و ان
كان خطاء و لا تقولون بأن من ثبت انه لعن واحدا من الخلفاء الثلاثة وجب احراقه لان
هذا منكم محض عناد و تعصب فان معاوية سبّ عليا 7 على المنابر و قذف
فاطمة و استمر السب و القذف ثمانين سنة الى خلافة ابن عبد العزيز حتى كان هو الذي
رفعه بلطائف الحيل فاذا جاز مثل هذا بالاجتهاد جاز للشيعة ما قلناه ايضا
بالاجتهاد.
و من العجب ان
كل متخلف من خلفاء الجور قد زاد على الاول في مخالفته للنبي 6
اما ابو بكر فقد خالفه بالنص على عمر فأنهم يزعمون ان النبي 6
لم ينص على احد و اما عمر فقد خالف النبي 6 و خالف شيخه ابا
بكر في امر الشورى بل كان الواجب عليه متابعة احدهما، و اما عثمان و معاوية فقد
زاد على الكل و ليت شعري اذا كان صلاح الامة في ترك النص على واحد بزعمكم كما
تقولونه بالنسبة الى النبي 6 فكيف ابو بكر لم يراع هذا الاصلح
و لم يترك النص على عمر اقتداء بالنبي 6 ما هذا الا عجب عجيب
و امر غريب.
و مما يناسب
هذا المقام نقل حديث و نقل بعض الاشعار اما الحديث فقد رواه رئيس المحدثين محمد بن
يعقوب (ره) باسناده الى يونس بن يعقوب قال كان عند ابي عبد اللّه الصادق 7 جماعة من اصحابه فيهم حمران بن اعين و مؤمن الطاق و هشام بن سالم و
الطيّار و جماعة من اصحابه فيهم هشام بن الحكم و هو شاب، فقال ابو عبد اللّه 7 يا هشام قال لبيك يا ابن رسول اللّه قال الا تحدثني كيف صنعت بعمرو بن
عبيد و كيف سألته، قال هشام جعلت فداك يا ابن رسول اللّه اني اجلّك و استحييك و لا
يعمل لساني بين يديك فقال ابو عبد اللّه الصادق 7 اذا امرتكم بشيء
فافعلوه، قال هشام بلغني ما كان فيه عمرو بن عبيد و جلوسه في مسجد البصرة و عظم
ذلك عليّ فخرجت اليه و دخلت البصرة في يوم الجمعة فأتيت المسجد فاذا انا بحلقة
كبيرة و اذا انا بعمرو بن عبيد عليه شملة سوداء متزر بها عن صوف و شملة مرتد بها و
الناس يسألونه فاستفرجت الناس فأفرجوا لي ثم قعدت في آخر القوم على ركبتي ثم قلت
ايها العالم انا رجل غريب أ تأذن لي فأسألك عن مسألة، قال نعم قال قلت له أ لك عين
قال يا بني أي شيء هذا من السؤال فقلت هكذا مسألتي فقال يا بني سل و ان كانت
مسألتك حمقا، قلت اجبني فيها قال فقال سل قلت أ لك عين قال نعم قلت فما ترى بها
قال الالوان و الاشخاص، قال قلت أ لك أنف قال نعم قال قلت له فما تصنع به قال أعرف
به طعم الاشياء قال قلت أ لك لسان قال نعم قلت فما تصنع به قال أتكلم به قال قلت أ
لك أذن قال نعم قلت و ما تصنع به قال أسمع به الاصوات، قال قلت أ لك يد قال نعم
قلت و ما تصنع بها قال ابطش بها قلت أ لك قلب قال نعم قلت و ما تصنع