هو العجز و عدم التمكن
من الدفاع، و بعضهم قال السبب فيه هو عهد عهده اليه رسول اللّه 6 في ترك المجاهدة مهم اقول و هذان القولان كلاهما حق و العلل الشرعية معرّفات
لا مؤثرات و قد روت الخاصة بل و العامة ايضا لتقاعده 7 عللا متكثرة.
منها ما رواه
الكليني و الصدوق قدس اللّه روحيهما باسنادهما الى الصادق 7 قال قلت ما
بال امير المؤمنين 7 لم يقاتل فلانا و فلانا، قال آية في كتاب اللّه عز
و جل لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ
عَذاباً أَلِيماً قال قلت و ما يعني بتزايلهم قال و دائع المؤمنين في اصلاب قوم
كافرين، و كذلك القائم 7 لن يظهر ابدا حتى تخرج و دائع اللّه عز و جل
فاذا خرجت على من ظهر من اعداء اللّه فقتلهم اقول ان اكثر المؤمنين و الشيعة انما
خرجوا من اصلاب اولئك الاقوام المرتدين فلو حاربهم علي 7 كما فعل يوم
البصرة و صفين و النهروان لضاع المؤمنون في تلك الاصلاب و اما المقتولون في
المواطن الثلاثة فلم يكن في اصلابهم احد من المؤمنين بعلم اللّه تعالى فلذا قتل
منهم الالوف و اوصلهم الحتوف[1].
و منها ما رواه
الرماني قال سئلت الرضا 7 فقلت يا ابن رسول اللّه اخبرني عن علي بن ابي
طالب 7 لم لم يجاهد اعدائه خمسا و عشرين سنة بعد رسول اللّه 6 ثم جاهد في ايام ولايته فقال لانه اقتدى برسول اللّه 6 في تركه جهاد المشركين بمكة ثلاث عشرة سنة بعد النبوة و بالمدينة تسعة عشر
شهرا و ذلك لقلة اعوانه عليهم فلما لم تبطل نبوة رسول اللّه 6
مع تركه الجهاد لم تبطل ولاية علي 7 بتركه الجهاد خمسا و عشرين سنة اذ
كانت العلة المانعة لهما من الجهاد واحدة، و سئل ابو عبد اللّه 7 ما
بال امير المؤمنين 7 لم يقاتلهم، قال للذي سبق في علم اللّه ان يكون و
ما كان له ان يقاتلهم و ليس معه الا ثلثة رهط من المؤمنين اقول قوله 7
للذي سبق في علم اللّه معناه و اللّه اعلم ان اللّه تعالى قد علم بافعالهم
الاختيارية و علمه تعالى ليس علة لها بل وقوعها منهم على طريق الاختيار في
المستقبل علة لتعلق العلم بها في الازل فالعلم تابع للمعلوم و ليس علة له كما
توهمه مجوس هذه الامة و هم الاشاعرة.
و منها ما رواه
الصدوق (ره) باسناده الى بن مسعود قال اجتمع الناس في مسجد الكوفة فقالوا ما بال
امير المؤمنين 7 لم ينازع الثلاثة كما نازع طلحة و الزبير و عائشة و
معاوية فلبغ ذلك عليا 7 فأمر ان ينادي الصلوة جامعة فلما اجتمعوا صعد
المنبر فحمد اللّه و اثنى عليه ثم قال معاشر الناس أنه بلغني عنكم كذا و كذا قالوا
صدق امير المؤمنين قد قلنا ذلك قال فان لي بستة من الانبياء أسوة فيما فعلت قال
اللّه عز و جل في محكم كتابه لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ
أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ