و اما سيد الساجدين و
زين العابدين 7 فيكنّى بأبي محمد و ابي القاسم، و من القابه 7 ذو الثفنات و ذلك ان موضع السجود كنقرة البعير من كثرة السجود ولد
بالمدينة يوم الجمعة يوم الخميس في النصف من جمادي الاخرة و قيل لتسع خلون من
شعبان سنة ثمان و ثلاثين من الهجرة، و قيل سنة ستت و ثلاثين، و في اعلام الورى ان
عليا 7 ولىّ حريث بن جابر الحنفي جانبا من بلاد المشرق فبعث اليه بأبنتي
يزدجرد بن شهريار فنحل ابنه الحسين 7 احدهما فأولدها زين العابدين 7 و نحل اخرى محمد بن ابي بكر فولدت له القاسم بن محمد بن ابي بكر، فهما
ابنا خالة و توفي صلوات اللّه عليه يوم السبت لاثنتي عشرة ليلة بقيت من المحرم سنة
خمس و تسعين من الهجرة، و كانت مدة امامته بعد ابيه اربعا و ثلاثين سنة، و مات و
له سبع و خمسون سنة، و كان في ايام امامته 7 بقية ملك يزيد بن معاوية و
ملك معاوية بن يزيد و مروان بن الحكم و عبد الملك بن مروان و توفي في زمان ملك
الوليد بن عبد الملك و قد مات مسموما سمّه هشام بن عبد الملك لعنه اللّه تعالى.
و اما اولاده
7 فهم خمسة عشر ولدا محمد الباقر 7 امه ام عبد اللّه فاطمة
بنت الحسن بن علي بن ابي طالب 7 و ابو الحسين زيد و عمر امهما ام ولد،
و عبد اللّه و الحسن و الحسين امهم ام ولد، و الحسين الاصغر و عبد الرحمن و سليمان
لام ولد و علي كان اصغر ولده 7 و خديجة امهما ام ولد و محمد الاصغر امه
ام ولد، و فاطمة و عليّة و ام كلثوم و كان زيد بن علي بن الحسين افضل اخوته بعد
اخيه الباقر 7 و كان عابدا ورعا سخيّا شجاعا و ظهر بالسيف يطلب ثارات
الحسين 7، و يدعوا الى الرضا من آل محمد 6 فظنّ
الناس انه يريد بلك نفسه، و جاءت الرواية ان سبب خروجه بعد الذي ذكرناه انه دخل
7 على هشام بن عبد الملك و قد جمع هشام اهل الشام ان يتضايقوا له في
المجلس حتى لا يتمكن من الوصول الى قربه، فقال له زيد انه ليس من عباد اللّه احد
فوق ان يوصي بتقوى اللّه، و لا من عباده احد دون ان لا يوصي بتقوى اللّه و انا
اوصيك بتقوى اللّه يا هشام فافقه، فقال له هشام انت المؤهّل نفسك للخلافة و ما انت
و ذاك لا امّ لك و انما انت ابن امة، فقال له زيد اني لا اعلم احدا اعظم منزلة عند
اللّه من نبي و هو ابن امة ن فلو كان ذلك يقصر عن منتهى غاية لم يبعثه و هو
اسماعيل بن ابراهيم 7 فالنبوة اعظم منزلة عند اللّه ام الخلافة، و بعد
فما يقصر برجل ابوه (جده ظ) رسول اللّه 6 و هو ابن علي بن ابي
طالب 7، فوثب هشام عن مجلسه و دعا قهرمانه و قال لا يبيتن هذا في
عسكري، فخرج زيد و هو يقول انه لم يكره قوم قطّ حرّ السيوف الا ذلّوا، و كان مقتله
يوم الاثنين لليلتين خلتا من صفر سنة عشرين و مائة، و كان سنّه يوم قتل اثنين و اربعين
سنة.