سليمان 7 و
اوصى سليمان الى آصف بن برخيا، و اوصى آصف بن برخيا الى زكريا و دفعها زكريا الى
عيسى بن مريم، و اوصى عيسى بن مريم الى شمعون بن حمون الصفا و اوصى شمعون الى يحيى
بن زكريا و اوصى يحيى بن زكريا الى منذر، و اوصى منذر الى سليمة و اوصى سليمة الى
بردة، ثم قال رسول اللّه 6 و دفعها اليّ بردة و انا ادفعها
اليك يا علي، و انت تدفعها الى وصيك و يدفعها وصيك الى اوصيائك من ولدك واحدا بعد
واحد حتى تدفع الى خير اهل الارض بعدك، و لتكفرنّ بك الامة و ليختلفنّ عليك
اختلافا شديدا و الثابت عليك كالمقيم معي و الشاذ عنك في النار و النار مثوى
الكافرين.
و قال جابر بن
عبد اللّه الانصاري قال دخلت على فاطمة عليها السّلام و بين يديها لوح فيه اسماء
الاوصياء من ولدها فعددت اثنى عشر احدهم القائم ثلثة منهم محمد و اربعة منهم علي
عليهم السّلام.
فان قلت اذا
كان اسماء الائمة عليهم السّلام مكتوبا في لوح فاطمة عليها السّلام و في الدفاتر
السماوية قبل خلق آدم و بعده فما معنى ما روى من قول ابي عبد اللّه 7
لابنه موسى 7 لما مات اسماعيل ما بدا للّه في شيء مثل ما بدا له في
اسماعيل، و قوله 7 يا بني احدث للّه شكرا فقد احدث فيك عهدا، فان
ظاهرها كما فهم بعض المحدثين ان الامامة كانت في اسماعيل فبدا للّه تعالى فيه
بمعنى انه رفع ذلك الحكم الثابت فيه، و هو الامامة الى غيره و هو موسى 7.
قلت ليس معناه
ما قالوه بل معناه و اللّه العالم ان الشيعة كانت تعتقد ان الامامة في اسماعيل
لانه اكبر الاولاد، و رووا ان الامامة في الاكبر فلما مات اسماعيل زمن ابيه ظهر
للشيعة انه ليس بامام فذاك البدا الذي بدا للّه هو في ظاهر الحال عند الشيعة لا في
الواقع و نفس الامر، و كذا معنى قوله 7 احدث فيك عهدا معناه انه كشف عن
امامتك للخلائق بعد ان كنت اماما عنده، و من كون اسماعيل كان هو الاكبر و كان
الناس يزعمون انه الامام بقي طائفة من الشيعة على ذلك الاعتقاد و قالوا انه حي لم
يمت و انه الامام بعد ابيه و هم الاسماعيلية، و ستأتي مقالتهم ان شاء اللّه تعالى
عند تعداد الفرق الاسلامية.
و اما قوله
7 في الحديث الاول و دفعها زكريا الى عيسى بن مريم الى قوله يحيى بن
زكريا فهو مناف لما اشتهر في الكتب من ان يحيى 7 قتل قبل ابيه و من ثم
ذهب بعض المحققين الى تخطئة المشهور لهذا و لرواية بريد (يزيد ظ) الكناسي المذكورة
في باب حالات الائمة عليهم السّلام، و يمكن ان يقال ان زكريا بعد دفعها الى عيسى
7 كان باقيا حتى قتل يحيى.
و اما تاريخ
الدنيا من خروج آدم 7 من الجنة الى الارض الى هذه السنة و هي سنة تأليف
هذا الكتاب سنة التاسعة و الثمانين بعد الالف فقد ذكر اهل التواريخ ان من خروج آدم
من الجنة