responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأنوار النعمانية المؤلف : الجزائري، السيد نعمة الله    الجزء : 1  صفحة : 165

روحانيين لهم اجنحة يطيرون بها حيث شاء اللّه فأسكنهم فيما بين اطباق السموات يقدسونه الليل و النهار و اصطفى منهم اسرافيل و ميكائيل و جبرئيل.

ثم خلق عز و جل في الارض الجن روحانيين لهم اجنحة فخلقهم دون خلق الملائكة و خفضهم ان يبلغوا مبلغ الملائكة في الطيران و غير ذلك فاسكنهم فيما بين اطباق الارضين السبع و فوقهنّ، يقدسون اللّه بالليل و النهار لا يفترون، ثم خلق خلقا دونهم لهم ابدان و ارواح بغير اجنحة يأكلون و يشربون‌[1] سناس اشباه خلقهم اللّه و ليسوا بأنس و اسكنهم اوساط الارض على ظهر الارض مع الجن يقدسون اللّه بالليل و النهار لا يفترون قال و كان الجن تطير في السماء فتلقى الملائكة في السموات فيسلمون عليهم فيزورونهم و يستريحون اليهم و يتعلمون منهم الخبر ثم ان طائفة من الجن و النسناس الذين خلقهم اللّه و اسكنهم اوساط الارض تمردوا و عتوا عن امر اللّه فمرحوا و بغوا في الارض بغير الحق و علا بعضهم على بعض في العتو على اللّه تعالى حتى سفكوا الدماء فيما بينهم و اظهروا الفساد و جحدوا ربوبية اللّه تعالى، قال و أقامت الطائفة المطيعون من الجن على رضوان اللّه و طاعته و باينوا الطائفتين من الجن و النسناس الذي عتوا عن امر اللّه تعالى قال فحطّ اللّه اجنحة الطائفة من الجن الذيت عتوا عن امر اللّه تعالى و تمردوا و كانوا لا يقدرون على الطيران الى السماء و الى ملاقاة الملائكة لما ارتكبوا من الذنوب و المعاصي قال و كانت الطائفة المطيعة امر اللّه من الجن تطير الى السماء في الليل و النهار على ما كانت عليه، و كان ابليس و اسمه الحارث يظهر للملائكة انه من الطائفة المطيعة.

ثم خلق اللّه خلقا على خلاف الملائكة و على خلاف خلق الجن و على خلاف خلق النسناس يدبّون كما تدبّ الهوام في الارض يأكلون و يشربون كما تأكل الانعام من مراعي الارض كلهم ذكران ليس فيهم اناث لم يجعل اللّه فيهم شهوة النساء و لا حبّ الاولاد و لا الحرص و لا طول الامل و لا لذة العيش لا يلبسهم الليل و لا يغشاهم النهار، ليسوا ببهائهم و لا هوام لباسهم ورق الشجر و شربهم من العيون الغزار و الاودية الكبار ثم اراد اللّه ان يفرقهم فرقتين فجعل فرقة خلف مطلع الشمس من وراء البحر فكوّن لهم مدينة انشاءها لهم تسمى جابرسا طولها اثنى عشر الف فرسخ في اثنى عشر الف فرسخ و كوّن عليها سورا من حديد يقطع الارض الى السماء ثم اسكنهم فيها و اسكن الفرقة الاخرى خلف مغرب الشمس من وراء البحر و كوّن لهم مدينة انشأها تسمى جابلقا طولها اثنى عشر الف فرسخ في اثنى عشر الف فرسخ، و كوّن لهم سورا من حديد يقطع الى السماء فاسكن الفرقة الاخرى فيها لا يعلم اهل جابرسا بموضع اهل‌


[1] ثم خلق النسناس- كذا في النسخة المخطوطة.

اسم الکتاب : الأنوار النعمانية المؤلف : الجزائري، السيد نعمة الله    الجزء : 1  صفحة : 165
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست