ان يكون عطاء ابراهيم و
الثناء عليه فوق الثناء على محمد 6 او مساويا له و ليس كذلك و
الا لكان افضل منه و الواقع خلافه، و قد تصدى المحققون للجواب عنه من وجوه:
اولها ان يكون
المراد تشبيه اصل الصلوة بالصلوة لا الكمية بالكمية كما في كتب عليكم الصيام كما
كتب على الذين من قبلم، و المراد في اصله لا في قدره، و وقته و ردّه شيخنا الشهيد
قدس اللّه روحه بأن الكاف للتشبيه و هو صفة مصدر محذوف أي صلاة مماثلة للصلوة على
ابراهيم، و الظاهر ان هذا يقتضي المساواة اذ المثلان هما المتساويان في الوجوه
الممكنة.
و ثانيها ان
الصلوة بهذا اللفظ جارية في كل صلاة على لسان كل مصلّ الى انقضاء التكليف، فيكون
الحاصل لمحمد 6 بالنسبة الى مجموع الصلوات اضعافا مضاعفة و
اورد عليه ايضا بان التشبيه واقع في كل صلاة تذكر في حال كونها واحدة فالاشكال
قائم.
و ثالثها ان
مطلوب كل مصلّ المساواة لابراهيم في الصلوة فكل منهم طالب صلاة مساوية للصلوة على
ابراهيم و اذا اجتمعت هذه المطلوبات كانت زائدة على الصلوة على ابراهيم.
و رابعها ان
الدعاء انما يتعلق بالمستقبل فمتى وقع تشبيه بين لفظين فانما يقع في المستقبل و
حاصله ان الدعاء انما يتعلق بالمستقبل و نبينا محمد 6 كان
الواقع قبل هذا انه أفضل من ابراهيم و هذا الدعاء يطلب فيه زيادة على هذا الفضل
مساوية لصلوته على ابراهيم فهما و ان تساويا في الزيادة الا ان الاصل المحفوظ خال
من معارضة الزيادة.
و خامسها ان
المشبه به المجموع المركب من الصلوة على ابراهيم و آله و معظم الانبياء آل
ابراهيم، و المشبه الصلوة على نبينا و آله فاذا قوبل آله بآلهم رجحت الصلوة عليهم
على الصلوة على آله فيكون الفاضل من الصلوة على آل ابراهيم لمحمد 6 فيزيد به على ابراهيم، و يشكل بأن ظاهر اللفظ تشبيه الصلوة على محمد 6 بالصلوة على ابراهيم و الصلوة على آله بالصلوة على آل ابراهيم
تطبيقا بين المسلمين و الآلين فكل تشبيه على حدته فلا يؤخذ من احدهما للآخر.
و سادسها ان
التشبيه انما هو في صلاة اللّه على محمد و في صلاته على ابراهيم و آله فقوله اللهم
صلّ على محمد على هذا منقطع عن التشبيه و في هذين الجوابين هضم لآل محمد كما قيل،
و قد قدمنا الدلائل على افضلية علي 7 على الانبياء، و هو واحد من الآل
فيكون السؤال عند الامامية باقيا له بحاله.
و سابعها انه
6 من آل ابراهيم فهو داخل في الصلوة المشبه بها منضّما الى
غيره، و الصلوة المشبه مختصة به وجده فصارت الاولى افضل بهذا الاعتبار و على هذا
نزلوا الجواب عن الاشكال الوارد على ظاهر قوله تعالى و فدنياه بذبح عظيم، بارادة
الحسين 7 من الذبح العظيم