و هذا أصرح شاهد على ما عليه أئمة الحكمة المتعالية و أصحاب القلوب
من أهل المعرفة من قدم الفيض، فانه تعالى منّ على الموجودات بالوجود المفاض عليها،
بل هو منه هو الوجود المنبسط على هياكل الممكنات، و هو باعتبار كونه ظلا للقديم
قديم بقدمه لا حكم لذاته أصلا بل لا ذات له، و ان كان من جهة يلى الخلقى حادث
بحدوثها.
فالحدوث و التغير و الزوال و الدثور و الهلاك من طباع المهيات و
جبلّة الممكنات و قرية المادة الظالمة و شجرة الهيولى المظلمة الخبيثة. و الثبات و
القدم و الاستقلال و التمامية و الغنى و الوجوب من عالم القضاء الالهى و الظل
النورانى الربانى، لا يدخل فيه تغير و دثور و لا زوال و لا اضمحلال. و الايمان
بهذه الحقايق لا يمكن بالتسويلات الكلامية و لا البراهين الفلسفية، بل يحتاج إلى
لطف قريحة و صقالة قلب و صفاء باطن بالرياضات و الخلوات.
اسم الکتاب : ترجمه شرح دعاى سحر المؤلف : فهري، سيد احمد الجزء : 1 صفحة : 318