و مما اتّضح أمره و شاع ذكره عند الالهيين من أصحاب الحكمة المتعالية
و الفلسفة العالية، و السالكين من أرباب الذوق و ذوى قلوب صافية و عيون بصيرة غير
رامدة، على اختلاف مسلكهم و تفاوت مشربهم بالسلوك العلمى و الطريق البرهانى أو
بالسير العرفانى و الكشف المعنوى الوجدانى العيانى، عقيب الخلوات، و التجهيز عن
الدنيا الى الاخرة، و من حدود بقعة الامكان المظلمة إلى فضاء عالم القدس:
أن الوجود خير و شريف و بهاء و سناء، و أن العدم شر و خسيس و ظلمة و
كدورة. فهو الخير المحض و الشرافة الصرفة التي يشتاق إليه كل الأشياء، و يخضع عنده
كل متكبر جبّار، و يطلبه كل الموجودات، و يعشقه كل الكائنات، و يدور عليه مدار كل
خير و شرافة، و يتوجه اليه كل سالك، و انيخ إلى جنابه كل الروّاد، و حلّ إلى فنائه
كل الراحلة؛ ان ذكر الخير كان أوله و آخره و ظاهره و باطنه و أصله و معدنه، لكن كل
ذلك لا بمعناه المصدرى و المفهوم الانتزاعى الاعتبارى، بل بما أنه حقيقة الوقوع في
الخارج، و عين الأعيان
اسم الکتاب : ترجمه شرح دعاى سحر المؤلف : فهري، سيد احمد الجزء : 1 صفحة : 310