قد انكشف على بصيرة قلبك و انفتح على باطن سرّك و سريرة عقلك في ما
قد مرّ عليك مرورا و ظهر عليك ظهورا: أن السؤال بالأسماء الالهية، و التوجه إلى
الصفات الجلالية و الجمالية، لا يحصل بحقيقته للسالك الاّ بعد ما تجلى عليه ربه
باسمه و صفته، و رأى بعين البصيرة و المكاشفة القلبية ربه في مرآة اسمه و صفته،
فيتوجه إليه و يخضع لديه و يسأله بذلك الاسم و تلك الصفة؛ كما قد تحقق في ما سبق و
بلغ التحقيق بما استحق: أن حالات السالك و مقاماته في سيره و سلوكه مختلفة، فان
الانسان مظهر اسم كُلُّ يَوْمٍ هُوَ في شَأنٍ[1]
ففى كل حال و شأن يظهر له محبوبه باسم، و يتجلى عليه معشوقه و مطلوبه بتجلّ من
اللطف و القهر و الجلال و الجمال. و قد يتجلى باسم واحد بنحوين من التجلى و طورين
من الظهور، جلوة بنحو الكثرة في الوحدة، و يجرى على لسانه كلام يناسب حاله، فيترنم
بما يدلّ على