اسم الکتاب : ترجمه شرح دعاى سحر المؤلف : فهري، سيد احمد الجزء : 1 صفحة : 233
في قشور الألفاظ و قبور التعينات، كما ورد:
إن للقرآن ظهرا و بطنا و حدّا و مطّلعا.
و هذا المنزل الأدنى رزق المسجونين في ظلمات عالم الطبيعة، و لا يمس
ساير مراتبه الاّ المطهّرون عن أرجاس عالم الطبيعة و حدثه، و المتوضئون بماء
الحيوة من العيون الصافية، و المتوسلون بأذيال أهل بيت العصمة و الطهارة، و
المتصلون بالشجرة المباركة الميمونة، و المتمسكون بالعروة الوثقى التي لا انفصام
لها، و الحبل المتين الذي لا نقض له، حتى لا يكون تأويله أو تفسيره بالرأى و من
قبل نفسه، فانه لا يعلم تأويله الاّ اللّه و الراسخون في العلم.
فاذا انشرح صدره للاسلام، و صار على هدى و نور من ربه، علم أن النور
لم يكن محصورا في هذه المصاديق العرفية من الأعراض التي لا يظهر به الاّ سطوح
الأجسام الكثيفة، و لا يظهرها الاّ على العضو البصرى مع الشرائط المقررة دون ساير
المدارك، و لم يبق نفسه في آنين، بل يظهر له أن العلم أيضا نور يقذفه اللّه في قلب
من يشاء من عباده. و حقيقة النور التي هي الظهور بذاتها و الاظهار لغيرها متجلية
فيه بالطريق الأتم و السبيل الأوضح و الأقوم.
فنور العلم متجلّ في مجالى جميع المدارك بل من [فى- ظ] المرائى التي
فوق المدارك، من النفوس الكلية الالهية و العقول المجردة القدسية و الملائكة
المنزهة المقدسة، و يظهر به بواطن الأشياء كظواهرها، و ينفذ على تخوم الأرض و سحق
السماء، و يبقى نفسه مرّ الليالى و الأيام، بل يحيط بعض مراتبه على الزمان و
الزمانيات، و ينطوى لديه المكان و المكانيات.
بل بعض مراتبه واجب به، و عمّت الأراضى و السموات، و هو
اسم الکتاب : ترجمه شرح دعاى سحر المؤلف : فهري، سيد احمد الجزء : 1 صفحة : 233