responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تاج العروس الحاوي لتهذيب النفوس؛ أصول الهداية؛ الورع؛ ‌الطّريق إلى اللّه المؤلف : ابن عطاء اللّه السّكندري؛ ابن باديس؛ أبو الحسه الأبياري؛ فريد أحمد المزيدي    الجزء : 1  صفحة : 81

و قد تقدم قوله تعالى: وَ قَضى‌ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَ بِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُما أَوْ كِلاهُما فَلا تَقُلْ لَهُما أُفٍّ وَ لا تَنْهَرْهُما وَ قُلْ لَهُما قَوْلًا كَرِيماً (23) [الإسراء: 23]، يعنى الوالدين، و كان والداه عليهما الرحمة قد توفيا، فلم يدخلا فى الخطاب قطعا، فكذلك هنا.

المخاطب فى رأى ابن العربى:

قال الإمام ابن العربى‌[1] فى تعليل عدم دخوله صلى الله عليه و سلم فى هذا الخطاب، لما هو عليه من الخلال، و الجلال، و شرف المنزلة، و قوة النفس على الوظائف، و عظيم العزم على المقاصد:

فأما سائر الناس: فالخطاب عليهم وارد، و الأمر و النهى- كما تقدم- إليهم متوجه، إلا أفرادا أخرجوا من ذلك بكمال صفاتهم، و عظيم أنفسهم، منهم أبو بكر الصديق، خرج عن جميع ما يملك للنبى صلى الله عليه و سلم فقبله منه اللّه سبحانه، و أشار على أبى لبابة، و كعب بالثلث من جميع مالهم، لنقصهم عن هذه المرتبة فى أحوالهم.

و أعيان الصحابة كانوا على هذا، فأجراهم النبى صلى الله عليه و سلم و ائتمروا بأمر اللّه، و اصطبروا على بلائه، و لم تتعلق قلوبهم بدنيا، و لا ارتبطت أبدانهم بمال منها، و ذلك لثقتهم بموعود اللّه فى الرزق، و عزوف أنفسهم عن التعلق بغضارة الدنيا.

و قد كان من أشياخى من ارتقى إلى هذه المنزلة: فما ادخر قط شيئا لغد، و لا نظر بمؤخر عينه إلى أحد، و لا ربط على الدنيا بيد.

أقسام الناس فى الحظوظ:

فههنا ثلاثة أصناف من الخلق:

الأعم الأكثر، و هم أهل الحظوظ البشرية.

و القليل، و هم الذين ضعفت فيهم حظوظهم.

و الأقل الأندر، و هم الذين زالت منهم تلك الحظوظ.

و قد أفادتنا السنة العلمية المتقدمة فى كلام الإمام ابن العربى: أن لأهل الصنف الثانى أن يخرجوا عن كثير من أموالهم على مقدار ما بقى من حظوظهم.

و أن لأهل الصنف الثالث أن يخرجوا منها كلها.

و أما الصنف الأول فلا يخرجون عن الوسط الذى بينته الآية.


[1] -فى أحكام القرآن( 3/ 1205).

اسم الکتاب : تاج العروس الحاوي لتهذيب النفوس؛ أصول الهداية؛ الورع؛ ‌الطّريق إلى اللّه المؤلف : ابن عطاء اللّه السّكندري؛ ابن باديس؛ أبو الحسه الأبياري؛ فريد أحمد المزيدي    الجزء : 1  صفحة : 81
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست