responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بحوث فى علم النفس الفلسفي المؤلف : الحيدري، السيد كمال    الجزء : 1  صفحة : 87

ولو يستطيع لتقتيره‌

تنفّس من منخر واحدِ

وإذا زالت هذه الملكات فإنها سرعان ما تعود.

المرحلة الثالثة: الاتحاد

وهي المرحلة التي تكون فيها الملكة جزءاً من وجود الإنسان بحيث لا يمكن زوالها منه، وهي أول درجات العصمة، ولذا لا يمكن تصور صدور المعصية من المعصوم 7، لأن ملكة العدالة والاستقامة بلغت من الاشتداد حتى صارت جزءاً من وجوده المبارك، فلا يصدر عن ذلك الوجود الذي اتحدت معه تلك الملكة إلا ما يسانخها من أعمال، والمعصية لا تكون أثراً لتلك الذات القدسية، لأن النور لا تصدر عنه ظلمة.

وبالتالي فإن حشر الإنسان يوم القيامة يكون على أساس عمله، وَمَنْ كانَ في هذهِ أعْمى فَهُوَ في الآخِرَةِ أعْمى وَأضَلُّ سَبيلًا[1]، وَما تُقَدِّمُوا لأنْفُسِكُمْ منْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عنْدَ اللَّهِ‌[2] وغيرها من‌

الآيات التي تصرح بأن كيفية حشر الإنسان يوم القيامة إنما تكون بناءً على ملكاته النفسانية التي كانت تتحد به راسخةً مستحكمة حتى شكّلت مع نفسه وجوداً واحداً مصبوغاً بصبغ تلك الملكات، وهذا ما تؤكّده الروايات أيضاً، حيث ورد في الأحاديث المعراجية أن رسول الله 6 قال: «ليلة أسري بي إلى السماء رأيت نساءً من أمّتي في‌


[1] - الإسراء: 72.

[2] - البقرة: 110.

اسم الکتاب : بحوث فى علم النفس الفلسفي المؤلف : الحيدري، السيد كمال    الجزء : 1  صفحة : 87
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست