responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بحوث فى علم النفس الفلسفي المؤلف : الحيدري، السيد كمال    الجزء : 1  صفحة : 41

تجريبية لم تكن متوفرة عندهم كما هو عليه اليوم. إنّ موضع اللمس ممتد الرقعة واسع الامتداد دون غيره من الحواس، حيث تسري هذه القوة في جلد البدن كله من خلال الأعصاب المتشعبة فيه، وفي لحمه أيضاً، ما عدا بعض الأعضاء حيث لا مصلحة في وجودها معه، بل هناك مفسدة لا يمكن معها الحياة فيما لو وُجدت هذه الحاسة في العظام مثلًا، أو في بعض الأعضاء كالكبد والمعدة والطحال، حيث إنّ الإحساس باصطكاك العظم يورث ألماً لا يحتمل، كما أنّ إحساس الكبد الذي تتولد فيه الأخلاط الحادة وإحساس الأعضاء الأخرى إدراك لآفات تجعل الحياة

جحيماً لا يُطاق. وأما السرّ في اتّساع رقعة وامتداد هذا الموضع حيث يشتمل على بدن الإنسان كلّه، فلكي يكون درعاً واقياً للبدن مما يحيط به من أجسام حيث «إنّ الحيوان الأرضي الطبيعي لكونه حامل كيفية اعتدالية يحتاج إلى قوة مدرِكة للجسم المحيط به كالهواء والماء أنّه مخالف يحترز منه حتى لا يكون محرقاً إياه بحرّه أو مجمّداً ببرده، وموفق ليطلبه أو يسكن فيه ...»[1]، واللمس هو أوّل هذه الحواس وطليعتها المتقدمة، وهو الحاسّة التي يكون بها الحيوان حيواناً كما أنّ النبات بالغاذية يكون نباتاً، وليس كذلك الحواس الأخرى حيث يبقى الحيوان على حيوانيته إن فقد السمع أو البصر أو الذوق أو الشمّ، كما في بعض الحيوانات الفاقدة لأصل حاسّةٍ من هذه الحواس كالخلد والخفاش‌

الفاقدَين لحاسّة البصر مثلًا.


[1] - تعليقة آية الله الشيخ حسن حسن زاده آملي على المنظومة، تحقيق: مسعود طالبي، ج 5، ص 38، نشر ناب، قم المقدسة، 1422 ه ..

اسم الکتاب : بحوث فى علم النفس الفلسفي المؤلف : الحيدري، السيد كمال    الجزء : 1  صفحة : 41
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست