responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بحوث فى علم النفس الفلسفي المؤلف : الحيدري، السيد كمال    الجزء : 1  صفحة : 326

أضواء على الغرر

كلمة لابد منها: إنّ هذه الأبحاث ليست مستوعبة لكثير من المسائل المهمّة في المعاد، والتي من حقها أن تطرح بشكل يتناسب مع أهميتها، وإنما اقتصرت هذه‌

الأبحاث على بعض المسائل التي لا تخلو من فائدة كبرى ونفع عظيم، كيف والمعاد بحر من المعرفة متلاطم زخّار.

فقد تناول القرآن الكريم مسائله على مساحة واسعة من الآيات حيث بيّن أنّ المعاد من حكمة الله وقدرته، وأنّ الخلق من دون مآب يؤوب إليه ومعاد يعود إليه فإنّه عبث لا يليق بجانب الواجب تعالى، أفَحَسِبْتُمْ أنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأنَّكُمْ إلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ‌[1]، وكذلك تجد القرآن الكريم يطرح الحجج لإثبات هذه الحقيقة ويدحض حجج المنكرين التي نشأت من تصوّر خاطئ فاسد، فقد كان يعتقد أنّ المعاد إنّما هو للعظام التي تصبح رميماً، وهو محال بنظر هؤلاء، لأنّه من غير الممكن إعادة هذه العظام بعد أن تفرّقت في الأرض ورمّت، قَالَ مَنْ يُحيْي الْعِظَامَ وَهيَ رَميمٌ‌، فيأتي الجواب جدالًا بالتي هي أحسن: قُلْ يُحْييهَا الَّذي أنْشَأها أوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَليمٌ‌[2]، وليس جواباً

بالحكمة والموعظة الحسنة، إذ المعاد ليس كما تصوّره هذا المنكر، بل هو شي‌ء آخر يصعب أن يدركه هذا الذي وصل إلى مرحلة من الرفض والإنكار تجعله غير مستعدّ لسماع الحجج والبراهين المحكمة،


[1] - المؤمنون: 115.

[2] - يس: 78- 79.

اسم الکتاب : بحوث فى علم النفس الفلسفي المؤلف : الحيدري، السيد كمال    الجزء : 1  صفحة : 326
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست