responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بحوث فى علم النفس الفلسفي المؤلف : الحيدري، السيد كمال    الجزء : 1  صفحة : 325

هذا الفاصل أمراً وجودياً، إذ لا يصلح العدم للفصل بين شيئين، لأنّه لا شيئية له، فلو أردنا مثلًا فصل ماء عن آخر فلابدّ من فاصل موجود، وهذا أمر ضروري بديهي.

عندنا وجودات كثيرة، وهو أمر وجداني، وهذه الكثرة في الوجود وليد تخلل شي‌ء بين وجود آخر، إذ مدار الوحدة والكثرة هو الانفصال أو الاتّصال.

الفاصل المكثّر للوجودات غير خارج عن حقيقة الوجود، إذ لا ثاني ولا غير الوجود، إلّا العدم والماهية، وكلاهما لا يصلح لأن يكون فاصلًا متخلّلًا بين وجود وآخر؛ لبطلان الأوّل واعتبارية الثاني، فلا يكون منشأ لأمر واقعي أصيل.

والنتيجة التي نصل إليها بعد وجدان التكثّر وواقعيته، وأنّ التكثّر لا

يكون إلّا بمكثّر واقعي، وهذا المكثّر المتخلل بين وجود آخر ليس بخارج عن وحقيقة الوجود وكنهه، هي أنّ ما به الاشتراك هو عين ما به الامتياز وبالعكس، فالاشتراك بالوجود والافتراق به. وبالتالي فلا فاصل بين وجود وآخر، وهذا معناه الاتّحاد بين الوجودات وصيرورتها وجوداً ونوراً واحداً ويكون كلّ وجود حاضراً للآخر، وهذا معنى العلم الحضوري الذي هو حضور الشي‌ء بوجوده لدى العالِم. فعندما تتأكّد الكثرة وتشتدّ وتقوى فإنّها تنقلب إلى ضدّها وهي الوحدة، وذلك لقاعدة قال بها العرفاء الشامخون: كلّما جاوز شي‌ء حدّه تبدّى ضدّه، مع أنّهم لم يقيموا عليها برهاناً ولكن أثبتوها من خلال أمثلة.

اسم الکتاب : بحوث فى علم النفس الفلسفي المؤلف : الحيدري، السيد كمال    الجزء : 1  صفحة : 325
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست