responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بحوث فى علم النفس الفلسفي المؤلف : الحيدري، السيد كمال    الجزء : 1  صفحة : 23

المفردة الأولى: الكمال الأوّل‌

الكمال كما عرّفوه: ما يصير به الشي‌ء موجوداً بالفعل. وما يصير به الشي‌ء كذلك ليس على وتيرة واحدة، فمن الكمال ما تصير به الذات ذاتاً بالفعل، ومنه ما تصير به الصفة كذلك، والأوّل هو الكمال الأوّل والثاني هو الكمال الثاني؛ وذلك لتفرّعه على الأوّل. فالعلم مثلًا كمال ثانٍ مترتب على الكمال الأوّل وهو ما تصير به ذات العالم موجودة بالفعل. إذن فالكمال‌

ينقسم إلى أوّل وإلى ثانٍ، وقد قُيّد الكمال في التعريف بالأوّل ليخرج به الكمالات الثانية، حيث لا يمكن أن تكون داخلة في حقيقة النفس التي هي كمال أوّل لتفرعها عليه، فلا كمالات ثانية إلّا بعد تحقّق الذات فعلًا، ولو كانت داخلة للزم توقف الشي‌ء على نفسه.

قد يقفز إلى الذهن سؤال عن الفرق بين الكمال الأوّل الذي هو حركة وبين الكمال الأوّل الذي هو النفس، وبعبارة أخرى لقد عرّفوا الحركة بأنها كمال أوّل لما بالقوة من حيث إنّه بالقوة. وقد عُرِّفت النفس هاهنا بالكمال الأوّل، فهل هما شي‌ء واحد أم إن أحدهما غير الآخر، وإن كان أحدهما غير الآخر فما هو وجه الاختلاف بينهما؟

والجواب هو: أنّ الفلاسفة ميّزوا بين الكمالين الذي في حدّ الحركة والذي في حدّ النفس، وكذلك الأمر بالنسبة للكمال الثاني الذي يُذكر في قِبال كلٍّ منهما، فقد استعمل كل منهما «في موردين:

أحدهما: أن يكون ما به يخرج الشي‌ء من القوة إلى الفعل لا يتمّ دفعةً بل يكون حالة انتظارية، فيسمّى ما به يخرج قبل تمامه كمالًا

اسم الکتاب : بحوث فى علم النفس الفلسفي المؤلف : الحيدري، السيد كمال    الجزء : 1  صفحة : 23
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست